تصاعد العمليات العسكرية في شمال كردفان وسط غارات جوية على مدينة بارا

2 Min Read

شهدت مدينة بارا بولاية شمال كردفان، غارات جوية مكثفة نفذتها القوات المسلحة السودانية، استهدفت مركزاً لوجستياً يُعتقد أنه تابع لقوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل قائد ميداني وتدمير المركز بالكامل، وأن الغارات استهدفت منشأة عسكرية كانت تقع داخل مبنى مدرسة، وُصفت العملية بأنها “دقيقة”، وأسفرت عن تدمير مركز إدارة العمليات في المدينة، وتأتي هذه التطورات في إطار التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، في ظل سعي كل طرف لتعزيز سيطرته على المواقع الاستراتيجية.

في موازاة ذلك، تتواصل العمليات البرية للجيش السوداني في محيط مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، حيث تمكنت القوات من السيطرة على عدد من القرى والبلدات غرب الرهد، مما يشير إلى توغل تدريجي نحو ولاية غرب كردفان، وتُعد مدينة بارا، التي تبعد نحو 50 كيلومتراً شمال الأبيض، نقطة استراتيجية في الولاية، وقد سبق أن تعرضت لهجوم من قبل قوات الدعم السريع في يوليو 2023، حين تمكنت من السيطرة على المؤسسات الحكومية بهدف التمهيد لاقتحام مدينة الأبيض، ورغم استمرار الحصار منذ ذلك الوقت، فقد أعلن الجيش في فبراير 2025 تمكنه من فتح جزئي للطريق الرابط بين الرهد والنيل الأبيض، مما خفف الضغط عن الأبيض.

وفي تطور آخر، نفذ الطيران الحربي السوداني، غارات استهدفت منشآت مدنية، من بينها مبنى إدارة التأمين الصحي ومنطقة سكنية بمدينة بارا، التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع. وأسفرت الغارات عن سقوط ضحايا من المدنيين، إلا أن العدد الدقيق لم يُعرف، وتتهم جهات حقوقية القوات المسلحة السودانية بقصف منشآت مدنية في مناطق النزاع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، بما في ذلك الأسواق والأحياء السكنية، وتخشى منظمات حقوقية من احتمال تكرار الانتهاكات التي وُثقت في مناطق من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، حيث سجلت الأمم المتحدة تقارير بشأن استهداف المدنيين وارتكاب جرائم حرب من قبل مختلف أطراف النزاع.

وتقع مدينة بارا على بُعد نحو 317 كيلومتراً شمال غربي الخرطوم، وتُعد محطة رئيسية في الطريق الصحراوي الرابط بين العاصمة وولايات كردفان، كما تتميز بموارد طبيعية متعددة، ما يجعلها هدفاً استراتيجياً في سياق النزاع المتصاعد بالمنطقة.

Share This Article