شن طيران الجيش السوداني غارات جوية مكثفة اليوم الاثنين على مواقع قوات الدعم السريع في منطقة جبل مُويه غرب ولاية سنار، جنوب شرقي البلاد. تأتي هذه الضربات الجوية في إطار تصاعد التوترات والاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق من البلاد. استهدفت الغارات الجوية مواقع استراتيجية لقوات الدعم السريع، بما في ذلك مخازن الأسلحة ومعسكرات التدريب. وأفادت مصادر محلية بأن الهجمات الجوية كانت مركزة ودقيقة، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المعدات العسكرية وتكبيد قوات الدعم السريع خسائر فادحة. حيث أدى القصف الجوي إلى تعطيل حركة قوات الدعم السريع في المنطقة، مما أضعف قدرتها على تنفيذ هجمات مضادة. كما تسببت الغارات في حالة من الذعر بين المدنيين القاطنين في المناطق المحيطة بجبل مُويه، الذين فرّوا بحثاً عن الأمان.
تصاعدت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ فترة، نتيجة للخلافات السياسية والعسكرية. النزاع الذي بدأ كخلاف على السلطة توسع ليشمل اشتباكات مسلحة في عدة مناطق من البلاد، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية. وشهدت مناطق أخرى في السودان اشتباكات عنيفة بين الطرفين، حيث استخدم الجيش السوداني الطيران والمدفعية الثقيلة في محاولاته للسيطرة على مواقع قوات الدعم السريع. هذه المواجهات أدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى نزوح الآلاف من المدنيين.
تسببت الاشتباكات المستمرة في نزوح عدد كبير من السكان من المناطق المتأثرة، بحثاً عن الأمان في مناطق أخرى. يواجه النازحون ظروفاً صعبة، حيث يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية. حيث تبذل منظمات الإغاثة الدولية والمحلية جهوداً كبيرة لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع. ومع ذلك، تعوق الأوضاع الأمنية المتدهورة وصول هذه المساعدات إلى العديد من المناطق، مما يزيد من معاناة المدنيين.
أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف في السودان. دعت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى وقف فوري لإطلاق النار والبدء في حوار سياسي شامل بين الأطراف المتنازعة لحل النزاع بطرق سلمية. وقدمت بعض الدول دعماً إنسانياً عاجلاً للنازحين والمتضررين من النزاع، كما تعهدت بتقديم المزيد من المساعدات لتخفيف معاناة المدنيين. وأكدت المنظمات الدولية على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق.
يشير المراقبون إلى أن التصعيد المستمر في النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد. تحذر التقارير من أن استمرار العنف سيزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية ويهدد بانتشار النزاع إلى مناطق أخرى. ويؤكد المحللون على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للنزاع، من خلال حوار شامل يضم جميع الأطراف السودانية. تعتبر الوساطات الدولية والإقليمية ضرورية لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.
تعكس الغارات الجوية المكثفة التي شنها الجيش السوداني على مواقع قوات الدعم السريع في منطقة جبل مُويه تصاعد التوترات والنزاعات المسلحة في السودان. في ظل هذه الأوضاع المعقدة، يبقى الأمل معلقاً على الجهود الدولية والمحلية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد، وتخفيف معاناة المدنيين الذين يدفعون ثمناً باهظاً لهذا النزاع المستمر.
