أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، عن ارتفاع حاد في عدد الإصابات المسجلة بوباء الكوليرا، حيث تم رصد 1375 حالة جديدة خلال 24 ساعة، من بينها 23 حالة وفاة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع نطاق التفشي في ظل تدهور الأوضاع الصحية في البلاد، وجاءت هذه البيانات خلال مؤتمر صحفي عقده مدير إدارة الطوارئ الصحية بالوزارة، الدكتور محمد التجاني، والذي أشار إلى أن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج حالياً في مراكز العزل بلغ 1116 مريضاً، بينما تم تفعيل مراكز إضافية لتوسيع الاستجابة، وقال التجاني إن “عدد الوفيات المسجلة يوم الأربعاء بلغ 23 حالة فقط”، مشيراً إلى أن انخفاض العدد مقارنة بالأيام السابقة يعود إلى التدخلات السريعة التي قامت بها الفرق الصحية، وتعزيز قدرات مراكز العزل والإيواء.
وأوضح المسؤول الصحي أن الوزارة أنشأت 4 مراكز إيواء إضافية في المناطق التي تشهد انتشاراً واسعاً للمرض، بهدف تسريع الكشف عن الحالات الجديدة، وتقديم العلاج في الوقت المناسب، مما يسهم في تقليل معدلات الوفاة والحد من تفشي العدوى، وتعمل الفرق الطبية على مدار الساعة في مناطق الانتشار، وسط تحديات كبيرة تشمل نقص الكوادر الطبية، محدودية الإمدادات الدوائية، وتراجع البنية التحتية الصحية، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة التي تعيشها العاصمة.
وتشهد ولايات عدة في السودان، خاصة المناطق المتأثرة بالنزاع، تفشياً متزايداً للأوبئة، من بينها الكوليرا والملاريا والحصبة، في ظل انهيار أكثر من 70% من المنشآت الصحية، وانقطاع الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والكهرباء، ما فاقم الوضع الصحي والإنساني، وتُعد ولاية الخرطوم من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان، ما يرفع من حدة التهديد حال استمرار تفشي الوباء دون تدخلات عاجلة، وتواجه السلطات الصحية صعوبات في احتواء الوضع، خاصة مع تزايد عدد النازحين داخلياً نتيجة الصراع المستمر منذ أبريل 2023.
دعت وزارة الصحة ومنظمات محلية ودولية إلى تكثيف الدعم الدولي للاستجابة لوباء الكوليرا، من خلال توفير الأدوية والمستلزمات الوقائية والمياه النظيفة، إضافة إلى دعم برامج التوعية المجتمعية، مشددة على أن الوضع يتطلب تحركاً سريعاً لتفادي أزمة صحية أكبر، وتواصل فرق الطوارئ مراقبة تطورات الوضع ميدانياً، وسط تحذيرات من أن تأخر التدخل قد يؤدي إلى توسع الوباء ليشمل مناطق جديدة داخل ولاية الخرطوم وخارجها.