يشهد إقليم دارفور في السودان تفاقماً مقلقاً في انتشار وباء الكوليرا، حيث أعلنت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين عن تسجيل 137 إصابة جديدة خلال الأيام الأخيرة، بينها أربع حالات وفاة.
وبحسب البيان الصادر عن المنسقية، فإن إجمالي الإصابات التراكمية ارتفع إلى 10,662 حالة، فيما بلغت حصيلة الوفيات منذ بدء تفشي المرض 423 وفاة، ما يعكس خطورة الوضع الصحي وتزايد التحديات أمام الجهود المبذولة لاحتواء الوباء.
وأشارت المنسقية إلى أن انتشار الكوليرا في دارفور يتزامن مع أوضاع إنسانية صعبة يعيشها السكان، خاصة في معسكرات النزوح التي تعاني من ضعف الخدمات الصحية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى صعوبة الحصول على مياه شرب نظيفة، وهو ما يسهم في تسريع تفشي العدوى.
كما نبهت إلى أن العوامل المناخية مثل الأمطار والسيول ساهمت في تفاقم الأزمة، حيث تسببت في تلوث مصادر المياه وانتشار البيئة المهيئة لانتقال المرض، في وقت تواجه فيه المراكز الصحية المحلية ضغوطاً متزايدة تفوق قدرتها على الاستجابة.
وطالبت المنسقية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل لتقديم الدعم الطبي والغذائي، وتعزيز حملات التوعية الصحية، إلى جانب توفير موارد إضافية لإقامة مراكز علاجية جديدة تستطيع استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين.
ويخشى مراقبون من أن استمرار تفشي الوباء دون تدخل فاعل قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية، خاصة في ظل الظروف المعيشية القاسية والنزوح المستمر الذي يشهده الإقليم منذ اندلاع الحرب.