أعلنت وزارة الصحة السودانية عن تزايد ملحوظ في حالات الإصابة بالكوليرا في العاصمة الخرطوم، خاصة في محليتي كرري وجبل أولياء، وسط ظروف صحية متدهورة ونقص حاد في المياه والكهرباء، وأفاد مركز عمليات الطوارئ بالوزارة بتسجيل 2,323 حالة إصابة بالكوليرا، بينها 51 حالة وفاة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، موضحاً أن 90% من الحالات رُصدت في ولاية الخرطوم، وجاء تصاعد الأزمة بعد قصف استهدف ثلاث محطات كهرباء في أم درمان يوم 14 مايو، أدى إلى انقطاع التيار عن مناطق واسعة من الخرطوم، مما دفع السكان لاستخدام مصادر مياه غير آمنة مثل الآبار السطحية أو مياه النيل، ما ساهم في تفشي الأمراض الوبائية.
وأشار بيان الوزارة إلى أن السودان يواجه في الوقت نفسه تفشي عدد من الأمراض الأخرى، منها حمى الضنك، الملاريا، التهاب الكبد الوبائي، الحصبة، والدفتيريا، لافتاً إلى تفاوت معدلات الإصابة والوفيات بين الولايات، ذكرت الوزارة أنها تنفذ حملات توعية مجتمعية ميدانية عبر الزيارات المنزلية والمسرح التفاعلي والسينما الجوالة، بالإضافة إلى رسائل إذاعية وتلفزيونية تهدف إلى نشر ثقافة الوقاية، كما أكدت توفر الأدوية والمستهلكات الخاصة بالأمراض الوبائية بنسبة تفوق 50% في مخازن الصندوق القومي للإمدادات الطبية، إلى جانب وجود مخزونات تابعة للمنظمات الدولية في بعض الولايات.
وتواجه منظومة الرعاية الصحية تحديات كبرى، إذ أشارت الوزارة إلى تعطل ما يصل إلى 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع، ونحو 45% في المناطق الأخرى، نتيجة لنقص الإمدادات، وانقطاع الكهرباء، وشح الكوادر الطبية، في ظل هذه الأوضاع، تدعو وزارة الصحة جميع الأطراف إلى تسهيل إيصال المساعدات، وحماية المرافق الصحية، والتعاون مع جهود الاستجابة الإنسانية لمواجهة الأزمات الصحية المتصاعدة في البلاد.
