ترحيل قسري لـ106 نساء من جنوب السودان من الخرطوم إلى منطقة وانطو الحدودية

3 Min Read

أعلنت السلطات المحلية في مقاطعة الرنك بولاية أعالي النيل بجنوب السودان أن السلطات السودانية قامت بترحيل 106 نساء من جنوب السودان من العاصمة الخرطوم إلى منطقة وانطو الحدودية، في خطوة وُصفت بأنها تمت دون موافقة النساء وبطريقة قسرية.
ووفقًا للسلطات المحلية، فإن 61 من بين النساء المرحّلات تركن أطفالهن في الخرطوم، ما أثار قلقًا واسعًا بشأن مصير هؤلاء الأطفال الذين بقوا دون ذويهم في العاصمة السودانية.

وقال ديينق دينق لويث، محافظ مقاطعة الرنك، في تصريحات صحفية عقب زيارة ميدانية لمنطقة وانطو، إن عملية الترحيل تمت عبر حافلات سياحية، بعد أن جرى اقتياد النساء من الشوارع والمنازل إلى مراكز احتجاز مؤقتة قبل نقلهم إلى الحدود.
وأشار المحافظ إلى أن النساء وصلن في ظروف إنسانية صعبة، موضحًا أن الهدف من زيارته كان الاطلاع على أوضاعهن وتحديد الخطوات اللازمة لتأمين عودتهن إلى ذويهن أو إعادة أطفالهن من الخرطوم.

وأكد المحافظ أن السلطات السودانية مطالَبة باحترام الكرامة الإنسانية للمواطنين الجنوب سودانيين المقيمين في السودان، مشددًا على أن ما حدث يمثل خرقًا للمعايير الدولية الخاصة بحماية الأفراد أثناء النزاعات.

وفي إطار الاستجابة الفورية، أصدر محافظ الرنك توجيهات بـ حجز الحافلات التي استخدمت في الترحيل إلى حين استجلاء الحقائق والتأكد من عودة الأطفال المفقودين إلى أمهاتهم.
كما وجّه بنقل النساء إلى مدينة الرنك وتوفير مراكز انتظار مؤقتة لتقديم الدعم النفسي والمادي لهن، فيما تولت منظمات إنسانية تقديم مساعدات عاجلة في موقع الحدث.

وأشار المحافظ إلى أن الحكومة المحلية تتابع القضية عن كثب لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، ودعا إلى تنسيق رسمي بين حكومتي السودان وجنوب السودان لتنظيم عمليات العودة بطريقة تحفظ الكرامة والحقوق الإنسانية.

من جانبها، أعربت منظمات المجتمع المدني في ولاية أعالي النيل عن قلقها البالغ من ما وصفته بـ”الإبعاد القسري” للنساء، مؤكدة أن ما حدث يمثل انتهاكًا للحقوق الأساسية للمقيمين الأجانب في السودان.
وقالت سولانا جرمايا، رئيسة منظمات المجتمع المدني في الولاية، إن القضية تتطلب تدخلاً عاجلاً من حكومتي البلدين لضمان احترام المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ولا سيما ما يتعلق بالفصل القسري بين الأمهات وأطفالهن.
ودعت السلطات السودانية إلى السماح للأمهات بالعودة إلى الخرطوم مؤقتًا لاستعادة أطفالهن قبل استكمال إجراءات العودة الطوعية إلى جنوب السودان.

عدد من النساء اللواتي تم ترحيلهن أدلين بشهادات لوسائل إعلام محلية، أكدن فيها أن العملية تمت بشكل مفاجئ ودون إخطار مسبق، حيث تم اقتيادهن من أماكن إقامتهن إلى الحافلات مباشرة.
وأوضحن أنهن تركن أطفالهن وأسرهن خلفهن في الخرطوم دون معرفة بمصيرهم، ووصفت بعضهن التجربة بأنها “قاسية وصادمة”، إذ لم يتم منحهن فرصة لترتيب أوضاعهن أو التواصل مع ذويهن قبل الترحيل.

تسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات الإنسانية والحقوقية التي تواجه المواطنين الجنوب سودانيين المقيمين في السودان في ظل استمرار الحرب والأوضاع الأمنية المتدهورة.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الإجراءات، إذا استمرت دون تنسيق رسمي بين البلدين، قد تؤدي إلى أزمات إنسانية متفاقمة، وتزيد من معاناة الأسر التي فُصلت قسرًا بين طرفي الحدود.

Share This Article