شهد الجنيه السوداني تراجعاً حاداً أمام العملات الأجنبية، وفي مقدمتها الدولار الأمريكي، وسط ارتفاع ملحوظ في أسعار الصرف بالسوق السوداء، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على أسعار السلع الأساسية وتكاليف المعيشة في مختلف أنحاء البلاد، وصل سعر الدولار في السوق غير الرسمية إلى ما يقرب من 2700 جنيه سوداني، مقارنة بسعر سابق كان يتراوح حول 570 جنيهاً، مما يمثل تدهوراً كبيراً في قيمة العملة المحلية خلال فترة زمنية قصيرة، وأشار خبراء مصرفيون إلى أن هذا التراجع يعود إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها تزايد الطلب على العملات الأجنبية في ظل اقتراب موسم الحج وعيد الأضحى، إضافة إلى انتعاش محدود في النشاط التجاري ببعض المناطق، ما أدى إلى زيادة الضغط على العملة الوطنية.
كما ساهمت الأوضاع الأمنية المتدهورة والتوترات المستمرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في خلق حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي، الأمر الذي أدى إلى فقدان الثقة في الجنيه السوداني كوسيلة للادخار والتبادل التجاري، خاصة بعد الانخفاض الحاد الذي بدأ منذ منتصف أبريل 2023، ووإن الأسر السودانية تواجه صعوبات متزايدة في تأمين احتياجاتها الأساسية، مع تسجيل زيادات كبيرة في أسعار المواد الغذائية والخدمات، وسط تراجع القدرة الشرائية وغياب حلول اقتصادية عاجلة، في ظل هذه التطورات، يواصل المواطنون ومراقبو السوق متابعة الأوضاع بحذر، وسط دعوات متكررة للجهات المعنية لاتخاذ إجراءات عاجلة لكبح التدهور، وضمان استقرار سعر الصرف وتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد.