شهد الجنيه السوداني تراجعاً إضافياً في قيمته أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الأخرى، مما أدى إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية على المواطنين، وسط تحذيرات من استمرار التدهور في ظل غياب الاستقرار المالي، وسجل الدولار الأمريكي اليوم في السوق السوداء (الموازي) نحو 2780 جنيهاً للبيع و2730 جنيهاً للشراء، في قفزة جديدة تعكس التذبذب الحاد في أسعار الصرف وتدهور الوضع النقدي في البلاد.
هذا الانخفاض المستمر في قيمة الجنيه ينعكس مباشرة على معيشة المواطن السوداني، الذي بات يعاني في تلبية احتياجاته الأساسية من سلع وخدمات، مع الارتفاع الكبير في الأسعار ونقص المعروض من العملات الأجنبية، وأكدت تقارير مالية أن السوق السوداء باتت المصدر الرئيسي للعملة الصعبة، مع تراجع قدرة البنوك الرسمية على تغطية الطلب، في ظل غياب سياسات نقدية فعالة، وقد أدى هذا الوضع إلى نشاط مكثف لتجار السوق الموازي، الذين استغلوا حالة الفوضى الاقتصادية وقاموا بعمليات شراء واسعة للعملات الأجنبية لتحقيق أرباح سريعة، وهو ما زاد من حدة الأزمة وعمق من حالة عدم الاستقرار في الأسواق.
وفي ظل هذه التقلبات، يحذر خبراء اقتصاديون من انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الكلي، خصوصاً فيما يتعلق بتكلفة الاستيراد، وتراجع الاحتياطات النقدية، وانكماش القدرة الشرائية للمواطنين، مطالبين السلطات بوضع خطة طوارئ اقتصادية عاجلة لكبح هذا الانهيار المتسارع للعملة الوطنية، يُذكر أن الجنيه السوداني يشهد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 تراجعاً متواصلاً، مع غياب الاستقرار السياسي وتضرر البنية الاقتصادية، مما جعل البلاد عرضة لتقلبات حادة في سوق النقد وأسعار السلع.