يواصل الجنيه السوداني تراجعه أمام العملات الأجنبية، وسط ضغوط اقتصادية متزايدة ناجمة عن الأوضاع الأمنية المتدهورة والانكماش الاقتصادي الحاد الذي تعاني منه البلاد، وسجلت الأسواق السودانية، استقراراً نسبياً في أسعار الصرف عند مستويات مرتفعة، بلغ سعر بيع الدولار في السوق الموازي نحو 2700 جنيه سوداني، فيما بلغ سعر الشراء حوالي 2679 جنيهاً، ويُوصف هذا الاستقرار بالمؤقت، في ظل توقعات بتحركات محتملة في الأسعار خلال الأيام المقبلة.
وترافق هذا الاستقرار في أسعار الدولار مع ارتفاع ملحوظ في أسعار عملات دول مجلس التعاون الخليجي مقابل الجنيه السوداني، حيث وصل سعر الريال السعودي إلى 714.4 جنيه، والدرهم الإماراتي إلى 729.972 جنيه، بينما بلغ سعر الريال القطري 735.989 جنيه، وسجل الريال العماني 7050 جنيهاً، وتُظهر هذه الأرقام استمرار تراجع قيمة الجنيه، ما يزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين، وتعود هذه التطورات إلى تصاعد النزاعات المسلحة منذ منتصف أبريل 2023، مما أدى إلى اضطرابات حادة في الأسواق، حيث ارتفع سعر الدولار من نحو 570 جنيهاً إلى 3000 جنيه بحلول يوليو 2024 في السوق غير الرسمية، وهو ما انعكس سلباً على القدرة الشرائية ومستويات المعيشة للسكان.
من جانب آخر، تشير التقارير إلى وجود تباين واضح في أسعار صرف العملات الأجنبية بين البنوك المحلية، حيث سجل الدولار حوالي 2020 جنيهاً في بنك الخرطوم، و2050 جنيهاً في بنك أم درمان، و2100 جنيه في بنك فيصل، ويعكس هذا التباين الفجوة المستمرة بين الأسعار الرسمية وأسعار السوق الموازي، وتثير هذه التطورات مخاوف من ارتفاع إضافي في أسعار السلع والخدمات الأساسية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأعباء المعيشية على المواطنين وزيادة حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد.
