في ظل التحديات الصحية الجسيمة التي تواجه ولاية الخرطوم نتيجة تدهور الخدمات وغياب الاستقرار، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل مؤشرات إيجابية في مكافحة وباء الكوليرا، تمثلت في ارتفاع نسبة التعافي إلى 92% بين المصابين، وهو ما وصفته الوزارة بـ”التقدم الملحوظ” رغم صعوبة الأوضاع العامة، ووفقاً لبيان رسمي صادر عن الوزارة، فقد تراجعت حالات الوفاة اليومية المرتبطة بالمرض إلى 23 حالة، بعد أن كانت تسجل نحو 28 حالة وفاة يومياً خلال الأيام الماضية، واعتبرت السلطات الصحية هذا الانخفاض إشارة إلى تحسن نسبي في آلية التعامل مع المرض، نتيجة لتكثيف جهود الاستجابة، وزيادة مراكز العزل، وتوفير المحاليل والمضادات الحيوية اللازمة.
وأضاف البيان أن الفئة الأكثر تضرراً من المرض حتى الآن هي فئة كبار السن والبالغين، الذين شكلوا نحو 95% من إجمالي الإصابات، فيما لم تتجاوز نسبة إصابات الأطفال حاجز 5%. وأرجعت الوزارة ذلك إلى عدة عوامل، من بينها ضعف المناعة لدى كبار السن، وسوء التغذية، والظروف البيئية المحيطة في المناطق المتأثرة، وتواجه ولاية الخرطوم، منذ أسابيع، تحديات كبيرة في السيطرة على تفشي الكوليرا، خاصة في ظل محدودية المياه النظيفة وتراجع خدمات الصرف الصحي في العديد من الأحياء، نتيجة تضرر البنية التحتية جراء النزاع المستمر في البلاد، وقد ساهم هذا الوضع في خلق بيئة مواتية لانتشار الأمراض المنقولة بالمياه، وعلى رأسها الكوليرا، وسط تحذيرات منظمات صحية دولية من أن أي تأخر في التدخل قد يؤدي إلى مضاعفات كارثية.
وأكدت الوزارة في بيانها أنها تواصل العمل بالتنسيق مع الجهات المحلية والدولية لتكثيف حملات التوعية الصحية، وتوزيع المواد الوقائية، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية في المناطق المتأثرة، كما أشارت إلى أن الجهود متواصلة لإعادة تأهيل شبكات المياه، وتحسين إدارة مراكز العزل الصحي، على الرغم من محدودية الموارد والإمكانيات، ودعت وزارة الصحة جميع المواطنين إلى الالتزام بالإرشادات الصحية، مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب شرب المياه غير المعالجة، والتوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي عند ظهور أعراض الاشتباه بالكوليرا، مثل الإسهال الشديد أو القيء المتكرر، وفي ختام البيان، طالبت الوزارة المنظمات الإنسانية الدولية بتقديم مزيد من الدعم اللوجستي والطبي، لمواجهة التحديات المتزايدة على الأرض، وضمان استمرارية الخدمات الصحية في ظل التدهور المستمر للوضع العام في السودان.