أصدرت غرفة الطوارئ المحلية بمنطقة جبل أولياء تحذيراً عاجلاً من فيضانات خطيرة مع تسجيل ارتفاع غير مسبوق في منسوب مياه النيل الأبيض، الأمر الذي يهدد حياة آلاف السكان المقيمين على ضفافه. وأكدت الغرفة أن الوضع الميداني يشهد تطورات متسارعة نحو مرحلة حرجة، مع مخاوف من غمر مناطق واسعة بالكامل إذا استمر المنسوب في الارتفاع خلال الأيام المقبلة.
وأوضحت الغرفة في بيانها أن مياه النيل الأبيض تجاوزت جميع الحواجز الترابية في مناطق العسال وطيبة الحسناب والشقيلاب والكلاكلات، مما أدى إلى تسربها نحو الأحياء السكنية وغمر منازل المواطنين. وأشارت إلى أن هذه التطورات كشفت هشاشة البنية الوقائية، حيث أصبحت العديد من المباني مهددة بالانهيار.
أكدت الغرفة أن الجهود المبذولة حالياً تعتمد على إمكانات محدودة ووسائل بدائية، حيث يقوم السكان والمتطوعون بعمليات الردم اليدوي بالتراب في محاولة للحد من انتشار المياه. غير أن نقص المعدات الثقيلة والمواد الأساسية مثل الجوالات والمتاريس يجعل هذه المحاولات غير كافية أمام قوة تدفق الفيضان.
وطالبت الغرفة السلطات المختصة بتوفير دعم عاجل يشمل جوالات فارغة وأدوات ردم، إضافة إلى آليات ثقيلة كالقريدرات واللودرات، بجانب خيام لإيواء المتضررين ومساعدات طبية لمواجهة الطوارئ الصحية المحتملة. وأكدت أن الاستجابة السريعة لهذه المطالب تمثل خط الدفاع الأخير لتجنب كارثة إنسانية واسعة.
كما دعت الغرفة جميع القاطنين على ضفاف النيلين الأبيض والأزرق بولاية الخرطوم إلى توخي الحذر والاستعداد لإخلاء المناطق المنخفضة، مشددة على ضرورة التنسيق بين السكان والسلطات المحلية لتقليل المخاطر.
وفي السياق نفسه، أصدرت وزارة الزراعة والري إنذاراً أحمر شمل ست ولايات هي: النيل الأزرق، سنار، الجزيرة، الخرطوم، نهر النيل، والنيل الأبيض، محذرة من فيضانات مرتقبة نتيجة زيادة الوارد من النيلين الأبيض والأزرق. وأوضحت وحدة الإنذار المبكر أن مستوى الخطورة مرتفع للغاية، وأن فترة التحذير تمتد حتى مساء الأربعاء الأول من أكتوبر.
ويرى مراقبون أن السودان يواجه واحدة من أخطر موجات الفيضانات خلال السنوات الأخيرة، في ظل هشاشة البنية التحتية وصعوبة الاستجابة السريعة للأوضاع الطارئة.