تحالف “صمود” يطرح رؤية سياسية محدثة لوقف الحرب في السودان ويحذّر من الانجرار وراء صراعات الشرعية

3 Min Read

في وقت يشهد فيه السودان واحدة من أسوأ أزماته السياسية والإنسانية منذ الاستقلال، أعلن “التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة” المعروف اختصاراً بـ”صمود”، عن رؤيته السياسية المحدثة لمعالجة الأزمة، واضعاً في صدارة أولوياته وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والاستجابة العاجلة للكوارث الإنسانية الناتجة عنها، وجاء إعلان الرؤية الجديدة خلال البيان الختامي لاجتماع الأمانة العامة والآلية السياسية للتحالف، الذي انعقد في 24 مايو الجاري بالعاصمة الأوغندية كمبالا، بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والمدنية من مختلف أطياف قوى الثورة السودانية.

أكد التحالف أن رؤيته السياسية، التي تم إجازتها خلال الاجتماع، تنطلق من إدراك عميق للمتغيرات المعقدة التي يشهدها السودان حالياً، سواء على الصعيد الداخلي من حيث تطورات الوضع العسكري، أو على المستويين الإقليمي والدولي في ظل تباين المواقف والتحالفات، واعتبر أن وقف الحرب فوراً يمثل أولوية لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها، بوصفه الأساس الذي يمكن من خلاله الشروع في معالجة القضايا الأخرى، مشيراً إلى أن أي مشاريع سياسية تتجاهل هذا البُعد تعد “انعزالية وغير واقعية”.

وجه التحالف انتقادات واضحة لمحاولات التنافس على “الشرعية السياسية” من قبل الأطراف المتحاربة، سواء تلك التي تتمركز في بورتسودان وتصف نفسها بالحكومة الانتقالية، أو من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها الذين يسعون لتشكيل حكومات موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ووصف “صمود” هذه المساعي بأنها تحرّكات لا تعبّر عن إرادة الشعب السوداني ولا تعالج الأولويات الحقيقية، بل تكرّس الانقسام، وتزيد من تعقيد المشهد، وتؤخر الوصول إلى حلول شاملة ومستدامة، واعتبر أن صراع الشرعيات القائم يتم على حساب القضايا الأكثر إلحاحاً، مثل الأمن، والغذاء، والرعاية الصحية، وحماية المدنيين.

شدد التحالف في بيانه على أن استمرار الحرب أدى إلى تفاقم غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، مشيراً إلى أن الملايين داخل السودان يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والخدمات الطبية، إلى جانب موجات نزوح ولجوء متزايدة، وأكد أن الرؤية الجديدة للتحالف ترتكز على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة، وضمان وصول الدعم للمتضررين دون تمييز، والعمل بالتوازي على إطلاق عملية سياسية جادة تضمن وقف إطلاق النار، وتؤسس لمرحلة انتقالية جديدة تكون الأولوية فيها لاستعادة الدولة على أسس مدنية وديمقراطية.

في ختام بيانه، دعا “تحالف صمود” القوى السياسية والمجتمعية المؤمنة بمشروع التحول المدني الديمقراطي إلى تجاوز الخلافات الثانوية، والعمل على تشكيل جبهة مدنية موحدة تتبنى مشروعاً وطنياً جامعاً لا يكتفي برفض الحرب، بل يقدم بدائل عملية لإعادة بناء السودان، كما أكد على أهمية الانفتاح على المبادرات الإقليمية والدولية دون ارتهان لها، مع الحفاظ على استقلال القرار السياسي السوداني، والاستفادة من أي جهود يمكن أن تسهم في وقف النزيف المستمر وإطلاق عملية سلام عادلة وشاملة.

Share This Article