في ظل تصاعد الصراع في السودان واقتراب النزاع من دخول عامه الثاني، أكد خالد عمر يوسف، القيادي في تحالف صمود ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق، أن التحالف يواصل اتصالاته مع الأطراف السودانية والمجتمع الدولي بهدف المساهمة في إيجاد حل سلمي للأزمة المستمرة وأشار يوسف، إلى أن وفد صمود بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك، يتواجد في العاصمة البريطانية لندن بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي الخاص بالسودان، الذي دعت إليه بريطانيا وفرنسا وألمانيا بمشاركة وزراء خارجية 20 دولة. وأضاف أن الوفد يسعى إلى تقديم مقترحات بناءة للمشاركين بهدف المساهمة في وقف الحرب وتحسين الأوضاع الإنسانية.
وأوضح يوسف أن تحالف صمود يقدّم رؤية تستند إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية، مشيراً إلى ضعف مستوى الاستجابة الإنسانية حتى الآن، حيث لم يتم جمع سوى 4% من إجمالي 6 مليارات دولار تحتاجها الأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025.
وقال يوسف إن تحالف صمود يواصل التواصل مع الأطراف المتنازعة في السودان، بما في ذلك القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، عبر الرسائل والمبادرات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار. كما أشار إلى وجود تواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، معرباً عن الأمل في أن تلعب الإدارة الجديدة دوراً إيجابياً في دعم جهود السلام في السودان.
ووصف مؤتمر لندن بأنه مبادرة إيجابية جاءت في وقت مفصلي، مؤكداً أن مشاركة المجتمع الدولي بهذا المستوى تمثل فرصة لتنسيق الجهود وتكثيف الضغوط على أطراف النزاع لدفعهم نحو تسوية سلمية وقدم تحالف صمود مجموعة من المقترحات، شملت عقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي لاتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين وتنظيم مؤتمر للمانحين لتوفير تمويل إضافي لمواجهة الأزمة الإنسانية وإطلاق عملية حوار سياسي شامل برعاية الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، بدعم من المجتمع الدولي وفرض ضغوط سياسية لوقف إطلاق النار بشكل فوري والبدء في وضع أسس لإعادة الإعمار حتى قبل توقف الحرب.
وحذر يوسف من مخاطر استمرار النزاع، مشيراً إلى أنه أصبح يتجاوز حدود السودان، ويؤثر على الأمن الإقليمي والدولي، خصوصاً في ظل التحديات الأمنية المحيطة بمنطقة القرن الأفريقي، والساحل والصحراء، والبحر الأحمر كما عبر عن قلقه من تزايد النشاطات الإرهابية في بعض المناطق السودانية، وهو ما يشكل تهديداً إضافياً للاستقرار في المنطقة واعتبر يوسف أن الانقسامات المجتمعية العميقة التي تسببت بها الحرب تمثل خطراً مباشراً على وحدة البلاد، داعياً إلى التمسك بالحلول السلمية ورفض أي شرعية سياسية تُنتج عن الحرب وأكد أن تحالف صمود يرفض الاصطفاف مع أي طرف من أطراف النزاع، ويحرص على أن تظل القوى المدنية الديمقراطية مستقلة في مواقفها ومبادراتها.
كما أشار إلى وجود تباين في الرؤى مع تحالف تأسيس، الذي يسعى لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، موضحاً أن الاختلاف يتمحور حول وسائل الحل وليس الأهداف وشدد خالد يوسف على أن الحرب تمثل عقبة أمام التحول المدني والديمقراطي الذي يطمح إليه السودانيون، معتبراً أن قوى سياسية ومسلحة تستغل النزاع لعرقلة هذا التحول، وتستهدف القوى المدنية الرافضة للحرب وأكد أن تحالف صمود سيواصل جهوده من أجل تحقيق السلام الشامل عبر الطرق السلمية والحوار الوطني واختتم يوسف حديثه بالتأكيد على وجود قاعدة متزايدة من السودانيين المؤيدين للحلول السلمية، معبراً عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار المنشود في البلاد.