تصاعدت المواجهات العسكرية في ولايتي جنوب وغرب كردفان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت شهدت فيه منطقتا الدبيبات والخوي جولات جديدة من القتال بعد فترة من الهدوء النسبي، وأعلنت قوات الدعم السريع، عبر متحدثها الرسمي، أنها سيطرت بالكامل على مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان، ووصفت المعركة بأنها “كبّدت الجيش خسائر فادحة”، مشيرة إلى استيلائها على مركبات عسكرية وأسلحة وذخائر، بالإضافة إلى السوق الرئيسي والمستشفى، إلى جانب استعراض لآليات عسكرية قالت إنها غنمتها من الجيش.
في المقابل، أعلنت حركة جيش تحرير السودان جناح مني أركو مناوي، وهي أحد مكونات القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش، أنها تصدت لهجوم من الدعم السريع شرق الدبيبات، وأكدت “احتفاظها بالسيطرة الكاملة” على المدينة، مما يعكس تضارباً في الروايات بشأن الوضع الميداني، يأتي ذلك بعد أن كان الجيش قد استعاد السيطرة على الدبيبات في 23 مايو الجاري، وهي مدينة استراتيجية تعد مركزاً إدارياً لمحلية القوز، وتكمن أهميتها الجغرافية في وقوعها عند مثلث طرق حيوي يعرف بـ”طيبة”، يربط جنوب كردفان بولايات غرب الإقليم ومدينة الأبيض شمالاً.
وإن قوات الدعم السريع شنت هجوماً عنيفاً على مدينة الخوي في ولاية غرب كردفان من ثلاثة محاور، في محاولة جديدة لاستعادة المدينة التي كانت قد فقدت السيطرة عليها بداية الشهر الجاري، وأكدت المصادر أن الجيش والقوات المتحالفة معه من الحركات المسلحة تصدوا للهجوم، وتمكنوا من تدمير عدد من المركبات القتالية، وقتل عدد من عناصر الدعم السريع، وتُظهر المعطيات أن المعركة في الخوي جاءت بعد تعزيزات دفع بها الطرفان، حيث كثفت القوات المسلحة وجودها في المدينة، بينما حشدت قوات الدعم السريع مقاتلين في مدينة النهود والقرى المحيطة بها.
وتأتي العمليات العسكرية في ولايات كردفان ضمن محاولات الجيش لتأمين طريقه نحو مدينتي الدلنج وكادقلي، ولربط شمال الإقليم بجنوبه، كما يسعى لفك الحصار عن مدينة الفاشر في إقليم دارفور، والتي تشهد هي الأخرى توترات ميدانية متواصلة، وبينما تتواصل المعارك، تبقى السيطرة الميدانية على عدد من المناطق المتنازع عليها عرضة للتغيير، وسط تبادل الروايات والاتهامات بين الأطراف المتحاربة، في ظل غياب بيان رسمي حاسم يوضح الصورة الكاملة للوضع في الميدان.
