أكدت مصادر مطلعة لوكالة “سينا” أن رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، طلب لقاءً ثنائيًا مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال المكالمة التي جرت بينهما الاثنين الماضي. وقد وافق بلينكن على الطلب، مشيرًا إلى أن اللقاء يمكن أن يعقد في سويسرا قبيل مفاوضات وقف إطلاق النار المزمع عقدها في 15 ديسمبر. ومع ذلك، اقترح البرهان عقد اللقاء في جدة، المدينة التي استضافت المفاوضات السابقة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن توقيع “إعلان المبادئ”.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو مولر، أن بلينكن شدد خلال المحادثة على ضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية في مفاوضات جنيف، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لوقف القتال وتمكين وصول المساعدات الإنسانية.
من جانبه، أكد البرهان على منصة “إكس” أن المحادثات مع الوزير الأميركي تناولت ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات.
المصادر كشفت أن المكالمة جرت بحضور عدد من أعضاء مجلس السيادة في بورتسودان، العاصمة المؤقتة للبلاد. وعلى الرغم من إعلان الحكومة السودانية استعدادها المبدئي للمشاركة في مفاوضات سويسرا، فإنها تضع شرطًا مسبقًا يتعلق بإلزام قوات الدعم السريع بتنفيذ “اتفاق المبادئ” الموقع في جدة العام الماضي. وتوقعت المصادر أن يتشكل الوفد السوداني من قيادات عسكرية رفيعة وممثلين عن الخارجية، في حين قد يضم الوفد الأميركي مسؤولين كبارًا من وزارة الخارجية، بالإضافة إلى المبعوث الخاص توم بيريللو والقائمة بالأعمال الأميركية لدى السودان، لوسي تاملين.
من بين المواضيع الرئيسية التي ستُناقش في اللقاء، مستقبل قوات الدعم السريع في المشهد السياسي السوداني. ووفقًا للمصادر، قد يؤدي هذا اللقاء إلى تغيير محتمل في جدول محادثات سويسرا إذا تزامن مع عقد اللقاء الثنائي في جدة.
في ظل هذه التطورات، تنتظر الحكومة السودانية نتائج اللقاء مع الجانب الأميركي لتقرر ما إذا كانت ستشارك في محادثات سويسرا أم لا. وتستمر واشنطن في إجراء مناقشات منفصلة مع طرفي الصراع، بالتنسيق مع قوى إقليمية، لمحاولة إعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض في أقرب وقت ممكن. ومع ذلك، يبقى التفاؤل حذرًا في الأوساط السودانية بشأن إمكانية مشاركة الجيش في محادثات وقف الحرب، خاصة بعد تعثر الجولات السابقة في جدة والمنامة في التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
