أعلنت المملكة المتحدة وألمانيا، اليوم الثلاثاء، عن تخصيص مساعدات إنسانية جديدة بقيمة قرابة 300 مليون دولار لدعم المتضررين من النزاع المستمر في السودان، وذلك تزامناً مع مرور عامين على اندلاع الحرب التي ألحقت أضراراً واسعة في البلاد وأدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً.
وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن التمويل الجديد يشمل 120 مليون جنيه إسترليني نحو 158 مليون دولار أميركي، سيتم توجيهه لتقديم المساعدات الأساسية لأكثر من 650 ألف شخص، بما يشمل الغذاء، والدعم الصحي، والرعاية للناجين من العنف الجنسي، خاصة النساء والأطفال.
وصرح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن الحرب التي تدخل عامها الثالث تسببت في تدمير حياة الملايين، وأضاف
“العالم لا يمكنه أن يواصل غض الطرف. علينا أن نتحرك الآن لمنع تحول هذه الأزمة إلى كارثة إنسانية شاملة، وضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.”
كما حذر لامي من أن استمرار النزاع قد يؤدي إلى موجات نزوح إضافية، ليس فقط داخل السودان، بل نحو أوروبا، مشيراً إلى أن استمرار عدم الاستقرار يؤثر أيضًا على الأمن القومي للمملكة المتحدة.
من جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن بلادها ستقدم 125 مليون يورو (نحو 142 مليون دولار) كمساعدات إنسانية إضافية للسودان، وفي تغريدة على منصة إكس، وصفت بيربوك الوضع في السودان بأنه
أكبر كارثة إنسانية في عصرنا، مؤكدة أن ملايين الأشخاص يعانون الجوع، وتم تهجير مئات الآلاف، بينما تتعرض النساء والأطفال لانتهاكات جسيمة.
وجاءت هذه التعهدات خلال مؤتمر دولي تستضيفه لندن اليوم بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأفريقي، فرنسا وألمانيا، يهدف إلى مناقشة سبل دعم السودان وإنهاء الصراع الدائر فيه ويشارك في المؤتمر عدد من الجهات المانحة والمؤسسات الدولية، فيما غابت الحكومة السودانية عن المؤتمر، بعد إعلانها الاعتراض على تنظيم الحدث دون دعوة رسمية لها، وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أصدرت بياناً في 6 أبريل الجاري أعربت فيه عن استيائها من عقد مؤتمر لندن دون إشراك الحكومة، مقابل دعوة أطراف تراها منخرطة في النزاع، بحسب نص البيان.
ويأتي هذا التحرك الدولي في وقت تتصاعد فيه حدة القتال في عدة مناطق سودانية، وسط اتهامات متبادلة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 13 مليون شخص، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وبحسب تقديرات المنظمات الإنسانية، يحتاج أكثر من 30 مليون شخص داخل السودان إلى مساعدات عاجلة، في وقت بات فيه خطر المجاعة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية يهدد قطاعات واسعة من السكان.