شهدت محلية الخرطوم صباح اليوم انطلاق أولى جلسات امتحانات الشهادة المتوسطة المؤجلة للعام الدراسي 2024، بعد استقرار الأوضاع الأمنية وعودة الحياة إلى عدد من أحياء المحلية التي كانت متأثرة بالنزاع المسلح خلال العامين الماضيين، ويجلس للامتحانات هذا العام 407 طالباً وطالبة موزعين على 9 مراكز، وسط إشراف مباشر من الجهات التعليمية والإدارية المختصة، حيث جرى تنظيم العملية الامتحانية في بيئة وُصفت بالآمنة والمستقرة.
الامتحانات التي تأجلت سابقاً بسبب الأحداث الأمنية، تأتي كخطوة مهمة نحو استعادة المسار الطبيعي للعملية التعليمية في ولاية الخرطوم. وأشار مسؤولون محليون إلى أن الطلاب في الأعوام الماضية كانوا يواجهون صعوبات بالغة، تمثلت في تهديدات أمنية عند تنقلهم خارج المحلية، إلى جانب أعباء مالية على الأسر التي اضطرت إلى إرسال أبنائها للدراسة في ولايات أخرى أو حتى خارج البلاد، وقد أشادت الجهات المشرفة على الامتحانات بالدور الذي لعبه المجتمع المحلي، من معلمين وسكان، في تهيئة المراكز وتوفير مستلزمات الجلوس للامتحان، في ظل الموارد المحدودة والتحديات القائمة.
عودة الامتحانات إلى محلية الخرطوم بعد عامين من التعطيل تعكس جهوداً واسعة لإعادة تطبيع الحياة التعليمية، وإصراراً من السلطات المعنية على ضمان استمرارية العملية التربوية رغم الظروف الاستثنائية، ويأمل المواطنون في أن يشكل هذا الإنجاز بداية لاستقرار أوسع يشمل بقية القطاعات الحيوية، وعلى رأسها التعليم، الذي يعد من أولويات التعافي في المرحلة المقبلة.