أثار إعلان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن تشكيل “حكومة السلام والوحدة” ردود فعل دولية واسعة، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مزيد من تفكك السودان وتعقيد مسار الحل السياسي في البلاد.
وجاء الإعلان في خطاب مكتوب، بالتزامن مع الذكرى الثانية لاندلاع النزاع المسلح في السودان، حيث قال دقلو إن الحكومة الجديدة تمثل تحالفاً مدنياً واسعاً، يُجسد الوجه الحقيقي للسودان، مضيفاً أن الخطوة تشمل إصدار عملة جديدة، ووثائق هوية وطنية، واستعادة الحياة الاقتصادية.
أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن “قلق بالغ” من أي تصعيد إضافي في النزاع، مشيراً إلى أن مثل هذه الإجراءات تُعرض وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه للخطر، وأكد دوجاريك أن المجتمع الدولي يجب أن يركز على مساعدة الشعب السوداني للخروج من أزمته الراهنة، والتوصل إلى ترتيبات انتقالية مقبولة تؤدي إلى حل دائم واستقرار طويل الأمد.
من جانبها، أدانت الحكومة البريطانية الخطوة، ووصفتها بالإعلان الأحادي الذي لا يمثل حلااً، داعية إلى الحفاظ على وحدة السودان والعودة إلى مسار سلام شامل بقيادة مدنية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن تشكيل حكومة موازية سيزيد من الانقسام ويعرقل جهود تحقيق السلام.
وفي السياق ذاته، أكد نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، خلال مؤتمر لندن الدولي حول السودان، أن أي خطوات تُتخذ خارج الأطر الرسمية للدولة السودانية تُعد انتهاكاً للشرعية الوطنية وتهديداً لوحدة البلاد، ووصف الخريجي دعوات تشكيل حكومة موازية بأنها “محاولات غير مشروعة تُفاقم الأزمة وتُعرقل جهود الحل الوطني الشامل”.
دول مجموعة السبع (G7) بدورها، أصدرت بياناً دعت فيه إلى “وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار”، كما حضت جميع الجهات الدولية والإقليمية على وقف الدعم العسكري أو السياسي للأطراف المتحاربة، تجنباً لتأجيج الصراع.
ويأتي إعلان حميدتي في وقت يشهد السودان نزاعاً مسلحاً بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، تسبب في مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية والتحذيرات من تفاقم المجاعة في عدة مناطق من البلاد.