حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف من التداعيات الكارثية المستمرة للحرب في السودان على الأطفال، مشيرة إلى أن عامين من الصراع والاضطرابات أديا إلى تحطيم حياة ملايين الأطفال في مختلف أنحاء البلاد، في وقت تصاعدت فيه الانتهاكات الجسيمة بحق الطفولة بشكل غير مسبوق، وفي بيان صادر عن المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، أعلنت اليونيسف أن عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال في السودان ارتفع بنسبة 1000% منذ اندلاع الحرب، مؤكدة أن ذلك يشمل انتهاكات خطيرة مثل القتل، والتشويه، والعنف الجنسي، وتجنيد الأطفال، والهجمات على المدارس والمرافق الصحية، إضافة إلى الحرمان من المساعدات الإنسانية.
وقالت راسل عامان من الحرب والنزوح حطما حياة جيل كامل من الأطفال في السودان، الذين فقدوا منازلهم، تعليمهم، وسبل حمايتهم، وأصبحوا في مواجهة مخاطر متزايدة من العنف وسوء التغذية والمرض، ودعت اليونيسف المجتمع الدولي إلى عدم التخلي عن الأطفال السودانيين، وتكثيف الجهود الإنسانية لدعمهم في ظل التدهور السريع للأوضاع، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب القتال أو القيود المفروضة على تحرك المنظمات الإنسانية.
وأكد البيان أن الأزمة في السودان باتت من بين أكثر الأزمات الطارئة تعقيداً وخطورة في العالم، مناشداً جميع أطراف النزاع بضرورة الالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني، ووقف الانتهاكات ضد الأطفال، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشير فيه تقارير أممية أخرى إلى أن أكثر من 24 مليون شخص، نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة في السودان، وسط انهيار منظومة التعليم والرعاية الصحية، وتفاقم أزمة النزوح الداخلي التي أثرت بشكل مباشر على مستقبل الملايين من الأطفال.