جدد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، دعوته إلى ضرورة إجراء حوار عاجل وحقيقي بين الأطراف المتنازعة في السودان، بهدف التوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية، ووضع حد للتصعيد المستمر الذي يفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، حيث أكد أن لعمامرة وصل إلى السودان ضمن مهمة دبلوماسية تستهدف تعزيز الجهود الرامية إلى تهدئة الصراع، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي أجرى لقاءات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وعدد من كبار المسؤولين السودانيين.
وأوضح دوجاريك أن لعمامرة يعمل على تكثيف المشاورات مع مختلف الأطراف المعنية، ويواصل اتصالاته بهدف استكشاف سبل تحقيق تقدم على المسار السياسي، وتوفير الحماية للمدنيين في ظل تدهور الأوضاع الميدانية في عدد من مناطق البلاد، وخلال اللقاءات، أكد لعمامرة على أهمية الالتزام بعملية سياسية شاملة تضمن مشاركة كافة الأطراف السودانية، وتسهم في الحد من التصعيد وفتح الطريق أمام سلام دائم، كما أشار إلى إمكانية إطلاق محادثات غير مباشرة، كوسيلة لبناء الثقة بين الفرقاء.
كما نقل لعمامرة رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى رئيس مجلس السيادة، أكد فيها التزام الأمم المتحدة الكامل بدعم السودان في جهوده نحو تحقيق السلام والاستقرار، ومن جانبه، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة، وتسهيل مهامها الإنسانية، مشيراً إلى استعداد الحكومة لتقديم كل ما يلزم لضمان إيصال المساعدات إلى المتأثرين في مختلف المناطق.
وفي السياق ذاته، التقى لعمامرة بعضو مجلس السيادة الفريق مهندس إبراهيم جابر، الذي عبّر عن التزام الحكومة السودانية بتذليل العقبات أمام عمل المنظمات الإغاثية، مشيراً إلى التحديات التي تواجه مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، وأفاد أن هناك حاجة ماسة لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة، سواء عبر الطرق البرية أو الجوية، خاصة بعد مقتل عشرات المدنيين خلال الأيام الأخيرة.
ودعا جابر إلى وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين، معتبراً أن ذلك قد يسهم في تقليل حدة القتال وفتح المجال أمام الحلول السياسية، وأكد المبعوث الأممي في ختام لقائه، التزام الأمم المتحدة بتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني للسكان المتضررين من النزاع في السودان، مشدداً على ضرورة اغتنام الفرص المتاحة لتحقيق السلام وإعادة الإعمار.