في وقت تتزايد فيه التوترات العسكرية على خلفية التهديدات الأخيرة التي أطلقها نائب قائد قوات الدعم السريع باجتياح الولاية الشمالية، أصدر اللواء البراء بن مالك، قائد محلية الدبة، بياناً أكد فيه استعداد قواته التام للتصدي لأي تحركات عدائية محتملة من قبل الدعم السريع. وجاء بيان اللواء البراء بمثابة رسالة مزدوجة، موجهة من جهة إلى المواطنين لبث الطمأنينة في نفوسهم، ومن جهة أخرى كتحذير صريح لقوات الدعم السريع، مفاده أن الولاية الشمالية ليست ساحة سهلة للاجتياح. وأكد اللواء أن قواته ذات كفاءة عالية وتتمتع بخبرة ميدانية كبيرة، مشيراً إلى أن المواجهة الأولى التي سجلت هزيمة كبيرة للمليشيات كانت في مطار مروي، حيث فرت قوات الدعم السريع بعد تكبدها خسائر فادحة.
اللواء البراء أوضح في بيانه أن هناك تنسيقاً محكماً بين قوات المحلية والقوات المسلحة السودانية، وعلى رأسها اللواء 73، بالإضافة إلى جهاز الأمن والمخابرات العامة وكتائب الإسناد والمقاومة الشعبية. هذا التنسيق يعزز من قدرة الدفاع المحلي على صد أي محاولة اختراق أو زعزعة أمن المنطقة. ويعكس البيان إدراكاً واضحاً من القيادة المحلية لحجم التهديدات المحتملة، وسعياً استباقياً لإحباط أي تحركات قد تقوم بها قوات الدعم السريع التي تمر بمرحلة إعادة التموضع بعد انسحابها من عدة مناطق، وفق ما صرح به قادتها.
يأتي هذا التصعيد اللفظي والعسكري في أعقاب إعلان الجيش السوداني استعادة السيطرة على الخرطوم وأجزاء من أم درمان، فيما أكدت قيادات الدعم السريع أن انسحابها من العاصمة كان لأغراض تكتيكية. وفي هذا السياق، قد يُنظر إلى تهديدات عبدالرحيم دقلو، نائب قائد الدعم السريع، بشأن الولاية الشمالية كنوع من الحرب النفسية أو كتكتيك لتحويل الضغط عن المناطق الأخرى التي خسر فيها نفوذه.
محلية الدبة تُعد من المناطق الحيوية في الولاية الشمالية، نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وقربها من منشآت البنية التحتية الأساسية. وبالتالي، فإن إعلان جاهزية القوات هناك يحمل أبعاداً أمنية تتجاوز مجرد الاستعداد العسكري، ليشمل حماية المجتمع المدني والمنشآت الحيوية وطرق الإمداد.
في ظل تصريحات قادة الدعم السريع حول فتح جبهات جديدة، واستعدادات الجيش والقوات المحلية للتصدي، يبدو أن السودان يدخل مرحلة جديدة من الحرب متعددة المحاور. ووسط هذا المشهد، تبرز أهمية دعم الجهود الدفاعية المحلية وتعزيز الصمود المجتمعي، كجزء من إستراتيجية شاملة لمواجهة تمدد الصراع ومنع انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى الأمنية.