مدني – 3 أبريل 2025
في خطوة تمثل بداية لاستعادة الخدمات الأساسية في المناطق التي شهدت نزاعاً مسلحاً، أعلنت وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة بولاية الجزيرة عن اكتمال تغذية محطة كهرباء الكاملين الرئيسية، مما يمهد الطريق لعودة التيار الكهربائي إلى جميع الوحدات الإدارية بالمحلية.
وأكد المهندس أبو بكر عبد الله، المدير العام للوزارة والوزير المفوض بولاية الجزيرة، أن هذه الخطوة جاءت بدعم مباشر من والي الولاية وإشراف الوزارة، بالتنسيق مع الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء القطاع الشمالي. وأوضح أن العمل الفني اكتمل بنجاح، مما يعني أن كامل الشبكة الفرعية أصبحت جاهزة لتلقي التيار الكهربائي، في انتظار التشغيل الفعلي خلال الأيام المقبلة.
عودة الكهرباء إلى محلية الكاملين لا تعني فقط إنارة الشوارع والمنازل، بل تمثل بداية فعلية لمسار إعادة الإعمار في المنطقة، خاصة مع تزايد أعداد العائدين إلى مناطقهم بعد تحسن الوضع الأمني. وتشير تقارير حكومية إلى أن مئات الأسر بدأت بالعودة تدريجياً إلى ديارها، ما يجعل من الضروري تسريع إعادة تشغيل المرافق الحيوية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم. حيث تأتي هذه التطورات في وقت تبذل فيه حكومة ولاية الجزيرة جهوداً مكثفة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية المعقدة التي تعيشها البلاد منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
رغم هذا التقدم، تواجه عملية إعادة الخدمات تحديات كبيرة، على رأسها البنية التحتية المتضررة نتيجة الاشتباكات، وغياب التمويل الكافي لإعادة التأهيل الشامل، فضلاً عن النقص في المواد والمعدات الفنية. كما أن ضعف التيار الكهربائي القومي يزيد من صعوبة التشغيل المستقر، ما يتطلب دعمًا من المركز، وكذلك من الشركاء الدوليين، لتجاوز هذه العقبات.
من الناحية الرمزية، تمثل عودة الكهرباء إلى الكاملين رسالة إيجابية للمواطنين في بقية المناطق المتضررة، مفادها أن عجلة الحياة بدأت تدور مجدداً، وأن الأمل في إعادة بناء السودان ما زال قائماً رغم قسوة الحرب وآثارها. كما أن توفير الكهرباء يساهم في تحسين الوضع الصحي والمعيشي، خاصة في المؤسسات الخدمية كالمستشفيات والمدارس، التي كانت قد توقفت عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.