تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور موجات نزوح يومية لمئات الأسر، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عام. ويعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، وشحّ في مياه الشرب، إلى جانب الإغلاق الكامل للأسواق، تتحرك العائلات من داخل المدينة باتجاه مناطق مثل مليط، كورما، وطويلة، مشياً على الأقدام أو باستخدام وسائل بدائية، بحثاً عن الأمان والاحتياجات الأساسية بعد أن أصبحت الحياة في المدينة شبه مستحيلة.
تشير المعلومات الواردة من داخل الفاشر إلى أن السكان باتوا يعتمدون على حفر خنادق لحماية أنفسهم من القصف، في وقت لا تزال فيه الأزمة الغذائية تتفاقم يوماً بعد يوم، ويضطر العديد من المواطنين إلى مغادرة منازلهم بشكل متكرر بحثاً عن الطعام، في ظل غياب البدائل والضغوط المعيشية المتزايدة.
وفي ظل هذه الأوضاع، توقفت العديد من الأنشطة الإنسانية بعد تغير السيطرة على عدد من المخيمات، وهو ما انعكس سلباً على أوضاع النازحين، خاصة في مخيم أبوشوك الذي يعاني من نقص حاد في المساعدات، الوضع الإنساني في الفاشر يواصل التدهور، وسط مطالبات بفتح ممرات آمنة وتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية العاجلة، لتفادي تفاقم الأزمة التي تهدد حياة آلاف المدنيين في المدينة.