في خطوة تعكس التوجه الرسمي لإعادة مؤسسات الدولة إلى مقارها الرئيسية، بحث المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، المهندس محمد طاهر عمر، خلال لقائه بوالي ولاية الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، سبل استئناف نشاط الشركة من داخل العاصمة، بعد توقف دام لأشهر نتيجة الأحداث الأمنية الأخيرة وأكد المهندس محمد طاهر عمر أن الزيارة تأتي في إطار الوقوف الميداني على أوضاع مباني الشركة التي تعرضت لأعمال تخريب خلال النزاع، مشيراً إلى أن الشركة تعمل على إعداد خطة لإعادة تأهيل المقار المتضررة وتهيئة البيئة التشغيلية، تمهيداً للعودة الكاملة لمباشرة العمل من داخل ولاية الخرطوم.
وأضاف عمر أن العودة للعمل من الخرطوم تمثل رسالة مهمة تتجاوز الجوانب الإدارية، كونها تسهم في تعزيز الثقة بمؤسسات الدولة وتشكل دعماً لمسار التعافي الاقتصادي في البلاد، لاسيما في قطاع التعدين الذي يُعد من القطاعات الحيوية لرفد الخزينة العامة بالموارد.
من جهته، رحّب والي ولاية الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، بالزيارة، وقدم تقريراً مفصلاً حول الوضع الأمني الراهن في الولاية، ومستوى الخدمات العامة، مشيراً إلى تحسن الأوضاع في عدد من المحليات، مع استمرار الجهود لإعادة الاستقرار الكامل ولفت الوالي إلى أن حكومة الولاية تعمل بخطى حثيثة على تنفيذ خطة شاملة لعودة المؤسسات الحكومية والخاصة تدريجياً إلى العمل من داخل العاصمة، بالتزامن مع الترتيبات الجارية لعودة المواطنين إلى مناطقهم الأصلية.
وأكد حمزة استعداد الولاية لتقديم الدعم اللازم للشركة السودانية للموارد المعدنية وكافة المؤسسات الوطنية الراغبة في استئناف أنشطتها من الخرطوم، معرباً عن ثقته في أن هذه الخطوة ستمهد الطريق نحو استعادة دورة الحياة المؤسسية والاقتصادية في العاصمة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتجه فيه الحكومة المركزية نحو إنهاء العمل من المدن البديلة، وفي مقدمتها بورتسودان، في إطار خطة أشمل لإعادة ترتيب الأوضاع داخل العاصمة، وضمان عودة تدريجية آمنة وفعالة للمؤسسات والمواطنين على حد سواء.