السودان يواجه كارثة صحية: الكوليرا تحصد 70 روحاً في يومين وسط انهيار النظام الصحي

3 Min Read

في تطور خطير للوضع الصحي في السودان، أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن وفاة 70 شخصاً خلال يومين نتيجة تفشي وباء الكوليرا، وسط أوضاع إنسانية متردية وانهيار واسع في الخدمات الطبية الأساسية، وارتفع عدد الإصابات بشكل حاد، ما دفع جهات طبية ومنظمات دولية إلى التحذير من كارثة صحية وشيكة تهدد الملايين في العاصمة والمناطق المجاورة.

وبحسب إحصاءات الوزارة، تم تسجيل 1,177 إصابة و45 حالة وفاة يوم الثلاثاء، أعقبها 942 إصابة و25 وفاة يوم الأربعاء، ليصل إجمالي الوفيات في يومين فقط إلى 70، وهو مؤشر خطير يعكس حجم انتشار الوباء وضعف القدرة على السيطرة عليه، في هذا السياق، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بتلقي تقارير عن آلاف الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في السودان، وأكدت تسجيل 500 إصابة في يوم واحد داخل الخرطوم فقط. ونشرت المنظمة صوراً صادمة لمرضى يتلقون العلاج في ظروف بدائية، بعضهم مستلقٍ على الأرصفة أو داخل ساحات المستشفيات في ظل نقص شديد في الكوادر والمستلزمات الطبية.

من جانبها، وصفت نقابة أطباء السودان الوضع الصحي في البلاد بـ”المنهار”، وعزت ذلك إلى تداعيات الحرب المستمرة التي دمّرت بنية القطاع الصحي، وأدت إلى توقف معظم محطات المياه وتلوث مصادر الشرب، وهو ما ساهم في تسارع انتشار المرض، خصوصاً في المناطق التي تفتقر إلى شبكات صرف صحي سليمة، وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الولايات الأخرى مثل سنار والجزيرة عن تسجيل حالات تفشٍ مماثلة، حذّر مسؤولون صحيون من أن الكوليرا أصبحت منتشرة في ما لا يقل عن سبع ولايات، وأن العدد الفعلي للإصابات قد يكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية التي تحدثت عن 2,300 إصابة حتى مساء الخميس.

وكانت وزارة الصحة قد أطلقت مؤخراً حملة تطعيم فموي ضد الكوليرا في جنوب الخرطوم، تستهدف 115 ألف شخص، على أن تتوسع لتشمل ثلاثة ملايين جرعة خلال الأيام المقبلة، في محاولة لاحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة، في ظل هذه الظروف، تتزايد المطالب بتدخل دولي عاجل لتقديم الدعم الطبي واللوجستي، وفتح ممرات إنسانية للوصول إلى المناطق المنكوبة. ومع تواصل الحرب وانهيار البنية التحتية، يبدو أن السودان يواجه تحدياً مزدوجاً: وباء ينهش حياة المدنيين، وصراع مسلح يعرقل أي جهد حقيقي لاحتواء الكارثة.

Share This Article