في تصريح خاص أكد وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، على الأهمية التي توليها الخرطوم لتحسين علاقاتها مع دول الجوار، مشدداً على أن السودان بحاجة إلى سياسات خارجية متوازنة لتحقق الاستقرار والسلام. وجاءت هذه التصريحات في سياق دبلوماسي حافل بالتحديات الداخلية والخارجية، مع استمرار الصراع المسلح في البلاد منذ أبريل الماضي.
أبرز النقاط في تصريحات الوزير
أكد يوسف أن السودان لا يسعى للانحياز إلى أحلاف سياسية أو عسكرية، بل يهدف إلى تعزيز شراكات متوازنة تقوم على التعاون لحل القضايا المشتركة. و أشار إلى ضرورة دراسة ومراجعة مواقف الدولة قبل اتخاذ أي قرارات استراتيجية تتعلق بالتحالفات. ودعا الوزير ايضا دول الجوار إلى الامتناع عن دعم التمرد أو تسليح الجماعات المسلحة، معرباً عن أمله في أن تقف هذه الدول إلى جانب الشعب السوداني.
أكد أن الحرب الأخيرة أظهرت مواقف الدول المختلفة تجاه السودان. حيث شدد على أهمية إشراك جميع الأطراف السودانية في جهود إعادة بناء البلاد، محذراً من الانحياز لأي طرف على حساب الآخر. وأشار الوزير إلى أن الدبلوماسية السودانية ستركز على تعزيز السلام والاستقرار من خلال بناء علاقات متوازنة مع الدول الإقليمية والدولية.
زيارة المبعوث الأميركي
من جهة أخرى، أعلن المبعوث الأميركي الخاص، توم بيرييلو، سيصل إلى السودان يوم الاثنين في زيارة رسمية إلى بورتسودان، التي أصبحت العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي مع: أعضاء من المجلس السيادي ، حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي. ووزير الخارجية، علي يوسف. ومسؤولين آخرين، بما في ذلك مفوضة العون الإنساني سلوى آدم بنية. وتهدف هذه الزيارة إلى تعزيز الحوار بين الخرطوم وواشنطن، لا سيما بعد الإخفاقات السابقة في محادثات جدة والقاهرة.
السياق السياسي والدبلوماسي
الأزمة السودانية ودور الدول الإقليمية:
يعاني السودان من حرب أهلية مستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى نزوح الملايين وتفاقم الأوضاع الإنسانية. وتسعى الحكومة السودانية إلى حشد الدعم الدولي والإقليمي للضغط على الأطراف المتصارعة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
تأتي زيارة المبعوث الأميركي في وقت تحاول فيه الخرطوم التوصل إلى تفاهمات مع إدارة واشنطن بشأن الأوضاع الراهنة. رغم المشاورات السابقة في جدة والقاهرة، لم تُحقق الأطراف أي تقدم كبير فيما يتعلق بمشاركة الجيش في محادثات السلام.
التوقعات المستقبلية
قد تسهم الجهود الدبلوماسية في تعزيز العلاقات مع دول الجوار، خاصة إذا نجحت الخرطوم في كسب دعم هذه الدول في إعادة بناء البلاد بعد انتهاء الحرب.
زيارة المبعوث الأميركي قد تعكس اهتمام واشنطن بتحقيق الاستقرار في السودان، إلا أن الوصول إلى حلول عملية يتطلب مرونة أكبر من الأطراف السودانية والدول الإقليمية.
السودان يواجه فترة دقيقة في تاريخه، ويتطلب التوازن بين إعادة بناء الداخل وإعادة صياغة علاقاته الخارجية إرادة سياسية قوية ودعماً دولياً وإقليمياً.