في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه السودان، شاركت البعثة الدبلوماسية السودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في احتفالية يوم أفريقيا التي نظمتها مفوضية الاتحاد الأفريقي بمقرها الرئيسي، وذلك تلبية لدعوة رسمية من المفوضية بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد، وترأس الوفد السوداني السفير الزين إبراهيم حسين، رئيس البعثة الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي، إلى جانب نائبه السفير الحافظ عيسى عبد الله والمستشار عمر الشيخ، وجاءت المشاركة في إطار تعزيز العلاقات مع مؤسسات الاتحاد الأفريقي، والتأكيد على التزام السودان بالحضور الفاعل في الفضاء القاري رغم الأوضاع الداخلية المعقدة.
شهدت الاحتفالية حضوراً رسمياً واسعاً، تخللته كلمات لعدد من قادة الدول والمسؤولين الإقليميين والدوليين، ألقى الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، بصفته الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، كلمة افتتاحية دعا فيها إلى تعزيز التعاون بين دول القارة، والعمل على تسوية النزاعات وتعزيز التنمية، كما خاطب الاحتفال رئيس مفوضية الاتحاد، محمود علي يوسف، والرئيس الغاني الأسبق جون دراماني ماهاما، إلى جانب ممثلي رئيس الوزراء الإثيوبي والأمم المتحدة، ركزت الكلمات الرسمية على أهمية التضامن الأفريقي في ظل التحديات الراهنة التي تواجه القارة، بما في ذلك النزاعات المسلحة، وتغير المناخ، والتحديات الاقتصادية، مع التشديد على ضرورة تكثيف الجهود الجماعية لدعم السلام والاستقرار.
إلى جانب الحضور السياسي، سجلت البعثة السودانية والجالية السودانية في أديس أبابا مشاركة بارزة في المعرض الثقافي والبازار الأفريقي المصاحب للفعالية، وشمل الجناح السوداني عروضاً تراثية ومأكولات محلية، وشارك طلاب المدرسة السودانية بأديس أبابا بتقديم فقرات فنية تراثية داخل مبنى المفوضية، عكست التنوع الثقافي الغني للسودان، ولاقت استحساناً وتفاعلاً من الحضور، وتجول رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، برفقة وزير الدولة بوزارة الخارجية الإثيوبية وعدد من السفراء والمسؤولين، داخل أروقة المعرض، وتوقف مطولاً عند الجناح السوداني، حيث أعرب عن تقديره للمشاركة النشطة، مؤكداً حرص المفوضية على متابعة الأوضاع في السودان، ودعم الشعب السوداني في مساعيه نحو السلام والاستقرار.
تمثل هذه المشاركة خطوة رمزية مهمة تعكس استمرار الحضور السوداني في المحافل الإقليمية والدولية، رغم تعقيدات الوضع السياسي الداخلي، وتأتي في وقت يحتاج فيه السودان إلى تعزيز تواصله الخارجي وتفعيل قنوات الدبلوماسية الإيجابية، بما يسهم في خلق بيئة مساندة للانتقال نحو مستقبل أكثر استقراراً وتكاملاً في الإطار القاري، ويُنظر إلى مشاركة البعثة السودانية في يوم أفريقيا على أنها رسالة واضحة بأن السودان، رغم أزماته، لا يزال جزءاً أصيلاً من المشروع الأفريقي المشترك، وأن التفاعل الثقافي والدبلوماسي يمكن أن يكون أداة للتقارب في وقت تتسع فيه الفجوات السياسية.
