أعلنت السلطات السودانية، اليوم الأربعاء، عن استعادة السيطرة الكاملة على محافظة أم رمتة الواقعة شمال غرب ولاية النيل الأبيض، مشيرة إلى أن الولاية أصبحت “خالية من وجود قوات الدعم السريع”، في تطور ميداني جديد يأتي بعد ساعات من إعلان مماثل بشأن ولاية الخرطوم، وبحسب، فقد هنّأ والي ولاية النيل الأبيض، قمر الدين محمد فضل، القوات النظامية والمواطنين بما وصفه بـ”تحرير محافظة أم رمتة وعودتها إلى حضن الدولة”، مشيراً إلى أن العملية جاءت في إطار ما وصفه بـ”الانتصارات المستمرة” للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والقوات المشتركة على مختلف جبهات القتال في البلاد.
ويأتي هذا الإعلان بعد وقت قصير من بيان رسمي صادر عن الجيش السوداني، أعلن فيه “تطهير ولاية الخرطوم بالكامل من وجود قوات الدعم السريع”، مؤكداً أن العاصمة أصبحت تحت سيطرة القوات المسلحة، في ما اعتبرته القيادة العسكرية “مرحلة جديدة من إعادة فرض سلطة الدولة”، وتعد ولاية النيل الأبيض، ذات الموقع الاستراتيجي الرابط بين وسط وجنوب السودان، إحدى المناطق التي شهدت مواجهات محدودة مقارنة بمحاور الصراع الرئيسية، إلا أن السيطرة عليها تُعد مهمة من الناحية اللوجستية والعسكرية، خاصة مع امتدادها نحو مناطق إنتاج زراعي حيوية وطرق إمداد محتملة.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان تصعيداً مستمراً في العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، ورغم التباين في السيطرة على الأرض بين الأطراف المتحاربة، تسعى السلطات العسكرية إلى تأكيد إحكامها السيطرة على مزيد من الولايات والمناطق، في حين تشير تقارير أخرى إلى استمرار المواجهات في عدد من المحاور، ولم تصدر، حتى الآن، تعليقات رسمية من جانب قوات الدعم السريع بشأن إعلان السلطات عن خلو ولاية النيل الأبيض من وجودها، فيما يُتوقع أن تستمر التصريحات المتبادلة في سياق المعركة الإعلامية والميدانية بين الطرفين.
وتشير هذه التطورات إلى استمرار حالة السيولة العسكرية على الأرض، حيث يعلن كل طرف تقدمه في مناطق محددة، وسط غياب آلية تحقق مستقلة يمكنها التحقق من طبيعة السيطرة الفعلية على الأرض، وبينما تؤكد الحكومة تقدمها في عدد من الولايات، تستمر التحديات الإنسانية والأمنية في التفاقم، خصوصاً في المناطق المتأثرة بالنزاع، وفي ظل هذا التصعيد، تبقى الدعوات إلى وقف إطلاق النار وإطلاق مسار سياسي شامل هي الخيار الذي يؤكده المجتمع الدولي كحل وحيد لاحتواء الأزمة ومنع مزيد من الانهيار.