وصل رئيس الوزراء المعيّن الدكتور كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ، إلى مطار بورتسودان الدولي، تمهيداً لأداء القسم وتسلّم مهامه رسمياً خلال الأيام المقبلة، في وقت يترقّب فيه السودانيون توجهات الحكومة الجديدة وسط أزمة سياسية وأمنية غير مسبوقة تعصف بالبلاد، وكان في استقبال الدكتور إدريس عدد من المسؤولين المدنيين والأمنيين وممثلين عن الجهات الرسمية، في مراسم استقبال اتسمت بالهدوء والترقب، وعكست حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان مرسوماً دستورياً في التاسع عشر من مايو الجاري، قضى بتعيين إدريس رئيساً لمجلس الوزراء، في محاولة لإعادة تشكيل المشهد التنفيذي بعد أشهر من الجمود والانقسامات.
الدكتور كامل إدريس شخصية دولية معروفة، وسبق أن شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، كما يتمتع بخبرة واسعة في القانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية، ويأمل كثيرون أن تمكّنه هذه الخبرات من التعامل مع التحديات المعقدة التي يواجهها السودان في المرحلة الراهنة، ومن المتوقع أن يؤدي القسم خلال الأيام القليلة المقبلة في بورتسودان، المدينة التي تحولت إلى مركز مؤقت للحكم في ظل احتدام المعارك في العاصمة الخرطوم وأجزاء واسعة من البلاد، وتُعد هذه المراسم بداية رسمية لمرحلة جديدة من الحكم الانتقالي، الذي يحاول تجميع شتات الدولة وإعادة رسم خريطة السلطة.
تنتظر رئيس الوزراء المقبل مهام جسيمة، على رأسها:
- وقف الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي تسببت في آلاف القتلى وملايين النازحين.
- استعادة مؤسسات الدولة التي تضررت بشدة بسبب النزاع.
- تحسين الأوضاع المعيشية في ظل انهيار اقتصادي حاد وارتفاع معدلات التضخم وانعدام الأمن الغذائي.
- إعادة الثقة مع المجتمع الدولي، بعد شهور من عزلة دبلوماسية وتراجع في تدفق المساعدات الإنسانية.
وفي ظل هذا الواقع الصعب، يُنتظر من إدريس أن يعلن عن رؤيته للمرحلة المقبلة، وخطة حكومته للعبور بالسودان من مرحلة الحرب والانقسام إلى مسار السلام والاستقرار، وسط مراقبة محلية ودولية حذرة لأي تحركات سياسية قادمة، السودانيون، في الداخل والخارج، يترقبون ما إذا كانت هذه التعيينات ستفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة، أم ستكون مجرد تغيير شكلي لا يغير من واقع الأزمة المتفاقمة.