نفت قوات الدعم السريع، بشكل قاطع، صحة التقارير التي تحدثت عن وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بينها وبين القوات المسلحة السودانية، مؤكدة أن هذه الأنباء لا تستند إلى أي أساس من الصحة، ولا تعكس الواقع على الأرض، حيث يتواصل النزاع المسلح منذ أكثر من عام دون مؤشرات حقيقية على اقتراب تسوية سياسية، وفي بيان رسمي، شددت قوات الدعم السريع على أنها لا تشارك في أي نوع من المفاوضات، سواء كانت علنية أو سرية، معتبرة أن الحديث عن اتفاق محتمل مجرد شائعات تهدف إلى إرباك الرأي العام وإضعاف الروح المعنوية.
وقال البيان إن القوات “ترفض تماماً الجلوس مع ما وصفته بالقوى التي تمثل النظام السابق”، مشيرة إلى أنها لا تعترف بما تسميه “الدواعش الإرهابيين والمتطرفين”، في إشارة إلى قيادات في الحكومة الانتقالية والقوات المسلحة، الذين تتهمهم بعرقلة مسار التغيير، وأكدت قوات الدعم السريع تمسكها بخيار الحسم العسكري، مشددة على أن “المعركة وصلت إلى مراحل متقدمة وأن مسارها لن يتغير”، بحسب تعبير البيان، كما تعهدت بمواصلة ما وصفته بـ “القتال ضد قوى الفساد والاستبداد” حتى تحقيق ما تعتبره “أهداف الثورة والتغيير”.
وأشار البيان إلى أن الدعم السريع ترى أن “أي محاولة لفرض تسوية سياسية دون إزالة ما تسميه بالطغمة الفاسدة سيكون بمثابة إعادة إنتاج للأزمة”، في موقف يُفهم منه الرفض لأي مبادرة سياسية لا تتضمن إقصاء من تعتبرهم خصومها داخل النظام السوداني، وختمت القوات بيانها بتأكيد أن “لا تفاوض ولا تراجع” هو المبدأ الذي تسير عليه، وأنها باقية في مواقعها الميدانية حتى يتم اقتلاع النظام القائم من جذوره، على حد تعبيرها، ويأتي هذا التصعيد في الخطاب من جانب الدعم السريع وسط استمرار المعارك في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، في ظل ظروف إنسانية متدهورة، بينما يواصل المجتمع الدولي دعواته لوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية بين الأطراف السودانية.