في خطوة تعكس بداية مرحلة جديدة لإعادة الحياة إلى العاصمة السودانية، أطلقت سلطات محلية الخرطوم، صباح اليوم، حملة ميدانية موسعة استهدفت إزالة الظواهر السالبة والتشوهات البصرية من عدد من المحاور الحيوية بوسط الخرطوم. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة ولاية الخرطوم لإعادة تأهيل المدينة وتهيئتها لعودة المواطنين بعد سنوات من التدهور والانفلات.
وشملت الحملة التي أشرف عليها قسم تنظيم المخالفات وإزالة التشوهات بمحلية الخرطوم، مناطق السوق العربي، شارع النيل، شارع المطار، والمنطقة الممتدة من كبري الحديد وحتى جسر المنشية، حيث تم إزالة عشرات المواقع العشوائية التي كانت تمثل بؤرًا للفوضى والمخالفات الصحية والبيئية.
وصرّح مدير إدارة المخالفات صالح سليمان عيسى أن الحملة استهدفت بشكل مباشر مواقع بيع الأطعمة غير المطابقة للاشتراطات، وأماكن تقديم الشيشة بصورة غير قانونية، إضافة إلى إزالة بائعات الشاي غير المرخصات، والأكشاك والرواكيب التي شوهت الواجهة العمرانية للمدينة، وأضاف أن الحملة لا تقتصر على إزالة المخالفات الظاهرة فقط، بل تهدف لإعادة فرض النظام العام، واستعادة الوجه الحضاري للخرطوم بعد ما شهدته من تراجع كبير في بنيتها التحتية ومظهرها العام بسبب ظروف الحرب والتدهور الإداري.
تأتي هذه الحملة ضمن سلسلة من الإجراءات التي بدأت الحكومة المحلية بتنفيذها ضمن خطة شاملة لتأهيل الخرطوم تدريجيًا، وإعادة الخدمات الأساسية والنظام الإداري، في ظل تحولات كبيرة تشهدها البلاد بعد سنوات من الحرب وعدم الاستقرار، وبحسب مسؤولين محليين، فإن هذه الحملات ستتواصل خلال الأسابيع المقبلة، وستشمل أحياء أخرى من العاصمة، مع التركيز على المحاور التجارية والسياحية التي تمثل وجه الخرطوم وتاريخها المدني.
وتؤكد حكومة الولاية أن نجاح هذه الجهود مرتبط بتعاون المواطنين، مشددة على أن إعادة تنظيم المدينة تمثل خطوة أساسية في طريق العودة الشاملة للحياة الطبيعية، وتوجيه رسالة واضحة بأن الخرطوم قادرة على النهوض من جديد، رغم الجراح.