في خطوة تهدف إلى إعادة الحياة تدريجياً إلى العاصمة السودانية الخرطوم، بدأت السلطات المحلية الترتيبات لإعادة تشغيل الميناء البري الجاف، الذي يُعد من أبرز المرافق الحيوية للنقل البري في البلاد، وذلك بعد توقف دام لأشهر جراء تدهور الأوضاع الأمنية وأعمال التخريب التي طالت المرفق، وترأس المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم، عبد المنعم البشير، اجتماع لجنة تنسيق شؤون أمن المحلية، بحضور مدير شرطة المحلية العميد عثمان أحمد محمد، للوقوف ميدانياً على الأوضاع الحالية بالميناء ومراجعة خطة استئناف العمل فيه، وشملت الزيارة تفقد عمليات التنظيف وإعادة التأهيل الجارية ضمن مبادرة أطلقها وكلاء البصات السفرية، كجزء من جهود الإسناد المدني لإعادة الخدمات الأساسية إلى المدينة.
وتضمنت المبادرة عمليات نظافة شاملة لصالات انتظار المسافرين ومواقف البصات، في ظل غياب البنية التشغيلية للميناء منذ فترة طويلة، ويُنظر إلى هذه المبادرة على أنها خطوة رمزية تعكس إصرار المواطنين والجهات المحلية على استعادة النشاط العام في الخرطوم، بعد تحسن نسبي في الوضع الأمني في بعض مناطق العاصمة، وأشادت لجنة الأمن المحلية بالجهود المبذولة من قبل المبادرة، مؤكدة أهمية التنسيق بين الجهات الرسمية والمجتمعية، لا سيما الشركة المشغلة للميناء، لضمان جاهزية المرفق قبل الإعلان عن استئناف العمل فيه بشكل رسمي.
ويُعد الميناء البري في الخرطوم مركزاً استراتيجياً لحركة النقل بين العاصمة وبقية ولايات السودان، ويُتوقع أن يسهم تشغيله مجدداً في تخفيف الأعباء على المواطنين، وتحسين انسياب حركة السفر والبضائع، من جانبه، أكد المدير التنفيذي للمحلية أن عودة تشغيل الميناء تأتي ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية في المدينة، مشيراً إلى أن الجهود الجارية تستهدف تهيئة بيئة آمنة ومستقرة تسهم في تعزيز ثقة المواطنين وعودة النشاط التجاري والخدمي، وتبقى الخرطوم، رغم التحديات الكبيرة، محوراً حيوياً في المشهد الوطني، وإعادة تشغيل الميناء البري يُعد خطوة مهمة نحو استعادة عافيتها.
