أعلن الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، عن نشر خريطة ميدانية جديدة تُظهر مواقع سيطرة الحكومة على الأرض، وذلك عقب إعلان القوات المسلحة استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم بعد أشهر من القتال المستمر مع قوات الدعم السريع، وبحسب منشور رسمي نُشر على الحساب الرسمي للقوات المسلحة السودانية على منصة “فيسبوك”، فإن الخريطة المحدثة تعكس “الوضع الميداني الراهن للقوات النظامية في مختلف أنحاء البلاد”، في وقت تواصل فيه القوات المسلحة، بحسب البيان، عملياتها العسكرية في عدد من المحاور الأخرى لاستعادة السيطرة على بقية المناطق.
وأشار المنشور إلى أن القوات المسلحة “مدعومة ببقية القوات النظامية وبالتفاف شعبي واسع، تواصل عمليات تطهير البلاد من عناصر الدعم السريع”، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستتركز على “إعادة البناء والتعمير في جميع أرجاء الوطن”.
ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من تصريحات رسمية أكدت استعادة الجيش السيطرة الكاملة على ولاية النيل الأبيض، وذلك بعد إعلان مشابه بشأن العاصمة الخرطوم، ما يشير إلى تقدم ميداني للقوات الحكومية في عدد من الولايات الرئيسية، وتُمثل الخرطوم مركزاً حيوياً من الناحيتين السياسية والعسكرية، وقد شهدت خلال الأشهر الماضية مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى دمار واسع ونزوح أعداد كبيرة من السكان، وتُعد استعادة السيطرة عليها مؤشراً مهماً في خارطة الصراع المستمر منذ أبريل 2023.
ورغم عدم نشر تفاصيل دقيقة للخريطة في البيان الرسمي، فإن أشارت إلى أن الخريطة تتضمن مناطق انتشار القوات النظامية في العاصمة ومحيطها، إضافة إلى ولايات رئيسية في الوسط والشرق، بينما لا تزال هناك مناطق في غرب السودان وجنوبه تشهد اشتباكات متقطعة أو تتطلب عمليات تأمين إضافية.
ورغم التقدم الميداني المُعلن، يواجه السودان تحديات كبيرة على المستويين الأمني والإنساني، إذ لا تزال مناطق عديدة تعاني من غياب الخدمات الأساسية، ونقص في المساعدات، وسط أوضاع إنسانية توصف بأنها “حرجة” وفقاً للمنظمات الدولية، ويُنتظر أن يكون لهذه التطورات الميدانية انعكاسات سياسية على مسار المرحلة الانتقالية، خاصة في ظل وجود دعوات دولية لإطلاق حوار وطني شامل يُنهي النزاع ويُعيد البلاد إلى طريق الاستقرار والتحول المدني.
