أحرز الجيش السوداني، خلال الساعات الماضية، تقدماً ميدانياً في عدد من محاور القتال، أبرزها بلدة الحمادي بولاية جنوب كردفان، وجنوب مدينة أمدرمان، ضمن عملياته المستمرة ضد قوات الدعم السريع، إن قوة متحرك الصياد التابعة للجيش تمكنت من السيطرة على بلدة الحمادي، الواقعة على بعد 26 كيلومتراً من مدينة الدبيبات، والتي تُعد نقطة استراتيجية ورئاسة نظارة قبيلة الحوازمة، وشهدت تواجداً مكثفاً لقوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية.
ويأتي هذا التقدم في سياق مساعي الجيش لإنهاء حصار مدينة الدلنج، ثاني أكبر مدن ولاية جنوب كردفان، والذي أدى إلى أزمة إنسانية خانقة نتيجة نقص الغذاء والدواء، في السياق نفسه، إلى أن الجيش استأنف عملياته في مناطق جنوب الأبيض بولاية شمال كردفان، كما يواصل تقدمه باتجاه أبو زبد والفولة في ولاية غرب كردفان، وسط مواجهات متكررة مع قوات الدعم السريع.
وفي غرب كردفان، أن القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش تقود معارك لليوم الثالث قرب مدينة النهود، التي كانت قد سقطت بيد الدعم السريع في وقت سابق من الشهر الجاري، قبل أن يتمكن الجيش من استعادة محلية الخوي ويتقدم غرباً، إلا أن المنطقة تشهد حالياً اشتباكات عنيفة مع محاولات الدعم السريع لاستعادة المواقع التي خسرها، وعلى محور أمدرمان، إن الجيش أحرز تقدماً جديداً في منطقة صالحة جنوب المدينة، حيث سيطر على مواقع في حي الجامعة وكامل حي الشقلة، بما في ذلك مقر جامعة أمدرمان الإسلامية الذي كانت تستخدمه قوات الدعم السريع كنقطة قنص بسبب ارتفاع مبانيه.
في المقابل، أن طائرة مسيّرة تابعة للجيش السوداني استهدفت سوقاً شعبياً في الحارة 27 دار السلام، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 مدنيين، في منطقة لا تزال تحت سيطرة الدعم السريع، وسط مخاوف متزايدة من تدهور الوضع الإنساني، وتشهد غرب أمدرمان أوضاعاً أمنية وإنسانية متدهورة، ويُنظر إلى هذه العمليات ضمن محاولة الجيش لاستعادة السيطرة على الطريق الاستراتيجي “أمدرمان – بارا”، الذي ما زال تحت سيطرة الدعم السريع، وسط استمرار المعارك في عدة محاور بالخرطوم وكردفان.
