وجّه رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، كلمة للشعب السوداني بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس القوات المسلحة و71 عامًا على سودنتها، اعتبر فيها هذه المناسبة علامة فارقة في تاريخ البلاد، وفرصة لاستحضار إرثها العسكري العريق وتضحيات أبنائها على مر الأجيال.
وأوضح البرهان أن القوات المسلحة، التي تأسست عام 1925 تحت اسم “قوة دفاع السودان”، تميزت منذ نشأتها بكونها مؤسسة وطنية مستقلة لم تُنسب لأي ملك أو حاكم، مما جعلها رمزًا خالصًا للوطنية والانتماء للشعب. وأشار إلى أن أول قائد سوداني تولى قيادة الجيش كان في عام 1954، بعد سنوات من مشاركة القوات السودانية في القتال ضمن فيالق وفرق تابعة لجيوش أخرى، حتى جاءت ثورة اللواء الأبيض عام 1924 لتشكل نقطة تحول مهدت لتأسيس جيش وطني مستقل يمتلك قراره وإرادته.
وفي سياق حديثه، وجّه البرهان تحية تقدير للشعب السوداني، واصفًا إياه بـ”صانع الحضارات” والداعم الأول للمؤسسة العسكرية، مشيدًا بروح الصمود التي يتحلى بها وبالتضحيات الجسيمة التي يقدمها أبطال القوات المسلحة في مختلف الجبهات، وخاصة في الفاشر، بابنوسة، وكادقلي، حيث يواصل الجنود المرابطة والدفاع عن الوطن في ظروف بالغة التعقيد.
وأكد البرهان أن القوات المسلحة، وفاءً لدماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عن السودان، ماضية في ما وصفه بـ”معركة الكرامة” حتى تحقيق أهدافها، مشددًا على أن هذه المعركة لا تحتمل المهادنة أو المصالحة مع من يهدد أمن البلاد ووحدتها. كما عبّر عن اعتزازه بانتماء القوات المسلحة للشعب السوداني، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة المتجذرة بين الجيش والشعب هي مصدر القوة الحقيقية التي مكّنت المؤسسة العسكرية من الصمود عبر العقود.
واختتم البرهان كلمته بالتأكيد على التزام القوات المسلحة بمواصلة أداء واجبها الوطني بكفاءة وانضباط، والعمل على تطوير قدراتها القتالية والفنية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، بما يضمن الحفاظ على سيادة السودان ووحدة أراضيه واستقراره.