أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً جديداً بمناسبة دخول النزاع المسلح في السودان عامه الثالث، عبّر فيه عن قلقه البالغ إزاء استمرار القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، محذراً من أن هذا الصراع يهدد وحدة السودان وسلامة أراضيه، ويزيد من معاناة المدنيين في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المعاصرة وجاء في البيان الصادر عن الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، أن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، تسببت في تأثيرات كارثية على حياة ملايين السودانيين، وفاقمت الانقسامات السياسية والعرقية، ما زاد من تعقيد الوضع الإنساني.
وأشار البيان إلى أن النزاع المسلح خيّب آمال السودانيين الذين خرجوا بثورة سلمية في 2018-2019 مطالبين بالحرية والديمقراطية، مؤكداً أن الطريق الذي سلكته الأطراف المتنازعة أفضى إلى تقويض تطلعات الشعب السوداني نحو الانتقال المدني وكما عبّر الاتحاد الأوروبي عن رفضه لأي خطوات أحادية تهدف إلى تشكيل حكومات من طرف واحد، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى تقسيم فعلي للبلاد وأكد البيان أن المسؤولية عن استمرار الحرب تقع على عاتق الطرفين الرئيسيين في النزاع، وهما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الدول التي تقدم دعماً عسكريًا أو مالياً لأي من طرفي النزاع إلى الامتناع الفوري عن هذا الدعم، معتبراً أن مثل هذه التدخلات تطيل أمد الصراع وتزيد من معاناة المدنيين وكما جدد الاتحاد دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وحث الطرفين على الدخول في مفاوضات بنّاءة تهدف إلى تسوية سلمية تحفظ وحدة السودان وسيادته، وتفتح الباب أمام استقرار مستدام في البلاد.
وأكد البيان دعم الاتحاد الأوروبي للجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل الاتحاد الأفريقي، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمضان لعمامرة، إضافة إلى المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل للنزاع وسلط البيان الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي تم تسجيلها في مناطق النزاع، مثل دارفور والخرطوم والجزيرة، مشيراً إلى الاستخدام الممنهج للعنف الجنسي والتجويع والقتل العشوائي واختطاف الأطفال والتجنيد القسري والهجمات على أساس عرقي، وهي انتهاكات طالت بشكل خاص النساء والأطفال.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن إدانته القوية للفظائع الجماعية التي تُرتكب بحق المدنيين، مشيراً إلى أن حوالي 25 مليون شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، مع تأكيد تقارير دولية حدوث مجاعة في بعض المناطق وكما أشار البيان إلى أن عدد النازحين بسبب الحرب بلغ 12.6 مليون شخص، منهم أكثر من 3 ملايين عبروا الحدود إلى دول الجوار، مما يزيد من الضغط الإنساني على الإقليم بأكمله وفي ختام بيانه، حذر الاتحاد الأوروبي من أن استمرار النزاع دون حل قد يؤدي إلى انتقال آثاره إلى دول الجوار، مما يهدد باستقرار المنطقة بأكملها، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود السياسية والإنسانية للتعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة.