الإعيسر: وصول الدكتور كامل إدريس يشكل محطة مفصلية في مسار الانتقال السياسي بالسودان

3 Min Read

وصف وزير الثقافة والإعلام، الأستاذ خالد الإعيسر، وصول رئيس الوزراء المعيّن حديثاً، الدكتور كامل الطيب إدريس، إلى مدينة بورتسودان، بأنه يمثل لحظة فارقة في تاريخ السودان السياسي، وبداية مرحلة جديدة يتطلع فيها السودانيون إلى تعزيز الاستقرار واستئناف مسار الانتقال المدني.

وفي حديثه للصحفيين من داخل المطار، قال الإعيسر:”نعيش يوماً تاريخياً بوصول الدكتور كامل إدريس، الذي نرى فيه تجسيداً لأحلام السودانيين في دولة مدنية، عادلة، وآمنة، لقد عانى هذا الوطن ما يكفي من الحروب والتجاذبات، وحان الوقت لتوحيد الجهود الوطنية خلف قيادة جديدة تعي حساسية المرحلة”، وأضاف أن هذه الخطوة لا تحمل فقط بعداً سياسياً، بل تمثل أيضاً رسالة إلى الداخل والخارج بأن السودان قادر على تجاوز أزماته من خلال التوافق والعمل المشترك، كما أشار إلى أن إدريس، بخبرته القانونية والدبلوماسية الممتدة لعقود، يمثل رصيداً وطنياً يمكن البناء عليه لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة على أسس حديثة.

يُعد تعيين الدكتور كامل إدريس من قبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في 19 مايو الجاري، أحد أبرز التحولات السياسية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ومع تصاعد التحديات في المشهدين السياسي والاقتصادي، يواجه إدريس ملفات شائكة، أبرزها:

  • وقف الحرب الممتدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والوصول إلى تسوية شاملة تحفظ وحدة البلاد.
  • معالجة الانهيار الإنساني والصحي الذي ضرب ولايات عديدة، وعلى رأسها الخرطوم والجزيرة ودارفور.
  • إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة مدنية انتقالية واسعة التمثيل تحظى بقبول داخلي ودولي.
  • إعادة العلاقات الخارجية مع الدول والمنظمات الدولية بعد سنوات من العزلة والارتباك الدبلوماسي.

رغم الترحاب الرسمي والشعبي بتكليف إدريس، إلا أن طريقه محفوف بالتعقيدات، إذ تواجه حكومته المقبلة انقسامات حادة بين القوى السياسية، بالإضافة إلى تراجع الثقة الشعبية في المؤسسات، وغياب الخدمات الأساسية في معظم أنحاء البلاد، كما يواجه المجتمع الدولي تحدياً في كيفية دعم السودان دون الانحياز لطرف على حساب الآخر، خصوصاً في ظل اتهامات متبادلة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين من مختلف أطراف النزاع.

الدكتور كامل إدريس شخصية قانونية ودبلوماسية سودانية معروفة، تولى مناصب دولية بارزة، من أبرزها منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة، يحمل درجات علمية من جامعات مرموقة، من بينها جامعة جنيف، وله مؤلفات في القانون الدولي، وأطروحات حول العدالة الاجتماعية، وسيادة القانون.

بين تطلعات السودانيين وواقعية التحديات، يقف الدكتور كامل إدريس أمام لحظة حاسمة، تتطلب قرارات جريئة وتحالفات ذكية، إضافة إلى خطاب وطني جامع يعيد ترميم الثقة بين الشعب والدولة، وفيما ينتظر الشارع أداءه القسم رسمياً، تتجه الأنظار إلى خطواته الأولى: هل ينجح في تهدئة جبهات القتال؟ وهل يستطيع بناء حكومة مدنية تحظى بالإجماع؟ أم أن التحديات ستغلب الطموحات؟، الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في رسم ملامح هذا الفصل الجديد من التاريخ السوداني المعاصر.

Share This Article