كشف تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تصاعد التوترات الأمنية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، نتيجة تزايد انتشار قوات الأمن التابعة لجوبا وعناصر من قوات الدعم السريع، ما يمثل انتهاكاً لاتفاق 2011 بشأن الترتيبات المؤقتة في المنطقة، ووفق التقرير المقدم لمجلس الأمن، فقد تم رصد وجود ما لا يقل عن 600 عنصر من الجيش والشرطة جنوب السودانية في المنطقة، بالإضافة إلى احتلال منشآت مدنية، مثل المدارس ومراكز الحماية، الأمر الذي حد من قدرة شرطة الأمم المتحدة على تنفيذ مهامها، وأثر على الخدمات الأساسية المقدمة للسكان المحليين.
وأشار التقرير إلى إنشاء نقاط تفتيش من قبل شرطة جنوب السودان قرب الحدود، ووجود عناصر مسلحة يُعتقد بانتمائها إلى قوات الدعم السريع في بعض الأسواق والمناطق الشمالية من أبيي، مما أدى إلى صعوبات في حركة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كما أورد التقرير وقوع حادثة هجوم في فبراير الماضي على قافلة لوجستية تابعة للأمم المتحدة في منطقة نياما بولاية غرب كردفان، تم خلاله احتجاز جنود وسائقين والاستيلاء على شاحنات ومعدات، قبل الإفراج عن الجنود لاحقاً.
وأكد غوتيريش أن هذه التوترات الأمنية تفاقمها تحديات سياسية مستمرة، مشيراً إلى عدم إحراز تقدم ملموس في المسار السياسي لحسم الوضع النهائي لأبيي، واستمرار غياب الاجتماعات الرسمية للآليات المشتركة منذ بدء النزاع في السودان عام 2023، ورحب التقرير بإبداء السودان استعداده لاستئناف اجتماعات اللجنة السياسية والأمنية المشتركة، داعياً حكومة جنوب السودان إلى الانخراط بشكل جاد في العملية السياسية لتخفيف التوتر وضمان استقرار المنطقة، وتبقى منطقة أبيي من أبرز نقاط الخلاف بين الخرطوم وجوبا، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تبعيتها منذ انفصال جنوب السودان في 2011، رغم المبادرات الدولية الهادفة لحل النزاع بالطرق السلمية.