مع اقتراب الصراع في السودان من دخول عامه الثاني، أطلقت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، نداء عاجل إلى المجتمع الدولي، محذرة من أن البلاد على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة وسط تصاعد العنف، وتدهور الأوضاع المعيشية، وتقلص التمويل الدولي المخصص للإغاثة وفي حديثها لأخبار الأمم المتحدة، قالت نكويتا سلامي الناس في السودان في وضع يائس نناشد العالم ألا ينسى السودان، وألا ينسى الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون هذه الكارثة يوميًا منذ اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، نزح أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد، لتُصبح السودان صاحبة أسوأ أزمة نزوح في العالم.
وأكدت المسؤولة الأممية أن مخيم زمزم قرب مدينة الفاشر في شمال دارفور يعيش حالة مجاعة مؤكدة منذ أغسطس 2023، وقد تم إعادة تأكيدها في ديسمبر ويعاني سكان المخيم من نقص حاد في الغذاء، المياه، والدواء، وارتفاع جنوني في أسعار السلع، ما جعل الأساسيات خارج متناول معظم العائلات وكما شددت على أن مناطق أخرى مثل الخرطوم، وكردفان، والنيل الأزرق مهددة كذلك بانزلاق مشابه، في ظل استمرار العمليات العسكرية وغياب الحلول السياسية.
أوضحت نكويتا سلامي أن الأمم المتحدة تسعى مع شركائها لتوفير 4.2 مليار دولار هذا العام لتغطية احتياجات حوالي 30 مليون شخص، لكن التمويل حتى الآن لا يزال بعيداً جداً عن هذا الرقم وأضافت بعض المانحين أخبرونا أنهم سيقلّصون مساهماتهم هذا مقلق جدًا في وقت نحن بحاجة فيه لكل دعم ممكن.
أشارت المسؤولة إلى أن الوصول إلى المناطق المتأثرة ما يزال تحدياً كبيراً بسبب العنف المستمر، والقيود اللوجستية، وانعدام التسهيلات من الأطراف المسلحة. وأضافت أن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على نقل المساعدات عبر الخطوط الأمامية والحدود حيثما أمكن، ولكن يتطلب الأمر اتفاقات واضحة مع جميع الأطراف لضمان وصول سلس وآمن وكما شددت على أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية، محذرة من تزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي وهشاشة أوضاع الأطفال، في ظل ضعف تدابير الحماية المتوفرة.
في ختام حديثها، وجّهت نكويتا سلامي رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي ما زلنا بحاجة إلى جهد هائل، وإلى دعم مستمر من حيث الموارد، والمزيد من التسهيلات الإنسانية. على الجماعات المسلحة أن تلتزم بتوفير الممرات الآمنة لا يمكن للعمل الإنساني أن ينتظر الحل السياسي وأكدت أن العاملين في المجال الإنساني يواصلون عملهم رغم التحديات، لكن الثمن باهظ، حيث قُتل عدد من العاملين منذ بداية النزاع، وهو أمر غير مقبول حسب تعبيرها ويُذكر أن الأوضاع في مدينة الفاشر لا تزال شديدة الخطورة، حيث يعيش السكان تحت الحصار والقصف اليومي، مع تزايد أعداد النازحين والعائلات التي فقدت كل شيء، وسط صمت دولي يقلل من فرص النجاة لملايين السودانيين.