شهدت مناطق جنوب وغرب مدينة أم درمان، استمراراً في التصعيد العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تقدم ميداني للجيش وسيطرته على عدد من المواقع الجديدة في تلك المناطق وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن الجيش السوداني أحرز تقدماً ملحوظاً في محلية أمبدة، الواقعة غرب مدينة أم درمان، بعد أن استعاد السيطرة على مواقع كانت تتمركز فيها قوات الدعم السريع.
وتداولت منصات تابعة للجيش مقطع فيديو يُظهر غرفة تحكم تابعة لوحدة المسيرات، حيث بدا أن المشغلين يرصدون تجمعاً لعناصر من قوات الدعم السريع في محور جنوب غرب أم درمان كما أظهر الفيديو وفقاً للجيش لحظة تنفيذ ضربة جوية بطائرة مسيّرة استهدفت أحد قادة قوات الدعم السريع أثناء محاولة نقله لتلقي العلاج، من دون الكشف عن هوية الشخص المستهدف أو تأكيد حالته الصحية.
وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار المعارك بين الطرفين، والتي اندلعت منذ أكثر من عام، وأسفرت عن أوضاع إنسانية صعبة، ونزوح واسع داخل العاصمة السودانية وفي ولايات أخرى من جهتها، ولم تصدر قوات الدعم السريع بياناً رسمياً بشأن الهجوم أو صحة ما تم تداوله، فيما لم ترد معلومات مستقلة تؤكد هوية القائد المستهدف أو حجم الخسائر الناجمة عن الهجوم.
يُشار إلى أن الجيش السوداني كثف مؤخراً من استخدام الطائرات المسيّرة في عملياته غرب أم درمان، في محاولة للضغط على قوات الدعم السريع التي لا تزال تتواجد في أجزاء من المدينة، وخاصة في الأحياء الجنوبية والغربية وتُعد أم درمان إحدى النقاط الاستراتيجية في العاصمة السودانية الخرطوم، وتشكل السيطرة عليها عاملاً مهماً في تغيير التوازنات الميدانية بين الجيش وقوات الدعم السريع ويخشى مراقبون من أن تؤدي المعارك المتواصلة إلى مزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية، لا سيما في ظل انقطاع الخدمات الأساسية في معظم أحياء المدينة المتأثرة بالقتال ولا يزال الوضع الميداني متقلباً، وسط تضارب في المعلومات من الطرفين، وصعوبة وصول وسائل الإعلام المستقلة إلى مناطق المواجهات لتوثيق الأحداث بشكل دقيق ومحايد.