أصدر مركز عمليات الطوارئ الاتحادي بوزارة الصحة السودانية تقريره الأسبوعي، الذي استعرض فيه الوضع الصحي العام خلال الأسبوع التاسع والثلاثين من العام الجاري، مسلطًا الضوء على مؤشرات تفشي الأمراض الوبائية والجهود الميدانية المبذولة لمواجهتها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب الحرب المستمرة وتدهور الخدمات الأساسية.
أشار التقرير إلى تسجيل 951 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا في 15 ولاية، من بينها 34 حالة وفاة. وتصدرت ولاية جنوب كردفان قائمة المناطق الأكثر تضررًا بنسبة 22.2% من إجمالي الحالات، تلتها شمال كردفان (20.2%)، ثم جنوب دارفور (15.1%)، والنيل الأزرق (15%)، وشمال دارفور (10.3%).
وأوضح التقرير أن استمرار ضعف البنية الصحية وغياب القدرات الكافية في مراكز العزل يزيد من خطورة تفاقم الوضع الوبائي، داعيًا إلى تدخلات عاجلة للحد من انتشار المرض.
وسجلت وزارة الصحة 3,676 إصابة بحمى الضنك في سبع ولايات، تصدرتها الخرطوم بنسبة 80%، تلتها الجزيرة بنسبة 11.8%، ما يشير إلى خلل واضح في منظومة الرقابة الوبائية بالعاصمة. كما سجلت 59 إصابة بالكبد الوبائي، بينها خمس وفيات جميعها في ولاية الجزيرة، في مؤشر على هشاشة النظام الصحي في مواجهة الأمراض المزمنة والمعدية.
أوضح التقرير أن بعض مراكز العزل شهدت انخفاضًا في معدلات الإصابة بالكوليرا إلى الصفر، فيما سجلت ولايات أخرى ارتفاعًا طفيفًا. في المقابل، تواصل الخرطوم تسجيل إصابات جديدة بحمى الضنك، ما دفع السلطات إلى تكثيف التدخلات الميدانية، التي شملت توزيع مادة الكلور، وتحسين الإصحاح البيئي، وتعزيز الرقابة على الأغذية.
كما نفذت فرق المكافحة حملات شاملة غطت 80% من المنازل المستهدفة أسبوعيًا، وبلغت نسبة الرش الضبابي داخل المنازل 99%، إلى جانب معالجة 165 مؤسسة وتنفيذ رش رذاذي في 1,096 حيًا بنسبة تغطية بلغت 65.5%.
ذكرت وزارة الصحة في تقرير منفصل أن ولاية الخرطوم كانت الوحيدة التي تأثرت بالأمطار في الرابع من أكتوبر، حيث تضررت 12 أسرة تضم 60 فردًا في إحدى المحليات. وتمت الإشارة إلى تدخلات ولائية لمواجهة آثار السيول، ومناقشة التحديات التي واجهت فرق الاستجابة، مع توصيات لتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية ورفع الجاهزية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
فيما يخص الحجر الصحي، سجلت السلطات وصول 11,838 شخصًا إلى السودان عبر نقاط الدخول المختلفة، مقابل مغادرة 13,723 شخصًا خلال الفترة ذاتها. كما عاد 8,701 شخصًا طوعًا من مصر، وعبر 88 شخصًا من ولاية النيل الأبيض، ما يعكس استمرار حركة التنقل رغم التحديات الأمنية والصحية، ويؤكد الحاجة إلى تعزيز إجراءات المراقبة الصحية على الحدود.
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، يواجه القطاع الصحي السوداني أزمة غير مسبوقة نتيجة تدمير المرافق الطبية ونقص الإمدادات والأدوية، ما أدى إلى تفشي الأمراض الوبائية في عدة ولايات.
ويؤكد التقرير أن النظام الصحي أصبح عاجزًا عن الاستجابة الفعالة، داعيًا إلى دعم دولي عاجل لإعادة تأهيل المنشآت الصحية وتوفير المساعدات الطبية واللوجستية لاحتواء الأزمات المتفاقمة.