تشهد العملة المحلية في السودان، الجنيه، تراجعاً ملحوظاً في قيمتها مقابل الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الأخرى، في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية والتحديات الأمنية التي تشهدها البلاد، وقد انعكس هذا التراجع على ارتفاع أسعار الصرف في السوق الموازية، ما أدى إلى تأثيرات مباشرة على القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع تكاليف المعيشة، وتواصل أسعار الدولار الارتفاع في السوق السوداء، وسط ترقب لمزيد من الانخفاض في قيمة الجنيه خلال شهر مايو، تزامناً مع زيادة الطلب على العملات الأجنبية لتغطية احتياجات موسمية مثل نفقات الحج واستيراد مستلزمات عيد الأضحى، إضافة إلى تنامي النشاط التجاري في بعض المدن.
ويرى محللون اقتصاديون أن هذا الارتفاع يعود إلى زيادة الطلب على العملات الأجنبية مقابل محدودية العرض، في ظل انكماش القطاع المصرفي وتأثر مصادر النقد الأجنبي، ما ساهم في تسارع وتيرة التراجع في سعر الجنيه، ويُشار إلى أن قيمة الجنيه السوداني بدأت في الانخفاض بشكل حاد منذ أبريل 2023، حيث ارتفع سعر الدولار في السوق الموازية من متوسط 570 جنيهاً إلى نحو 2700 جنيه في الوقت الحالي، وفق تقديرات غير رسمية، وقد انعكست هذه القفزات في سعر الصرف على أسعار السلع والخدمات الأساسية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في تكاليف المعيشة للمواطنين.
ويأتي هذا التدهور في سياق الأزمة الاقتصادية الشاملة التي يمر بها السودان، والتي تفاقمت نتيجة النزاع المستمر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما أثر بشكل كبير على استقرار الاقتصاد الوطني وعلى الأوضاع المعيشية للسكان.
