تشهد أسعار العملات الأجنبية، خاصة الدولار الأمريكي والريال السعودي، ارتفاعاً ملحوظاً مقابل الجنيه السوداني خلال الأيام المقبلة، مع اقتراب موسم الحج وزيادة الطلب على النقد الأجنبي، وشهد الجنيه السوداني خلال السنوات الأخيرة تراجعاً كبيراً أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى ضغوط اقتصادية متزايدة على المواطنين وانعكس على أسعار السلع والخدمات الأساسية، وأكد خبراء أن حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد ساهمت بشكل رئيسي في تفاقم هذا الوضع.
أدى تصاعد الصراعات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل ملحوظ، وقد سجل سعر الدولار ارتفاعاً كبيراً في السوق السودانية الموازية، من نحو 570 جنيهاً في أبريل 2023 إلى حوالي 3000 جنيه بحلول يوليو 2024، مما أدى إلى زيادة معدلات التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات.
تشير بيانات الأسواق إلى أن سعر الدولار الأمريكي سجل استقراراً نسبياً خلال التعاملات الأخيرة، إذ بلغ سعر البيع نحو 2700 جنيه سوداني، وسعر الشراء حوالي 2679 جنيهاً في السوق السوداء، ورغم هذا الاستقرار، الذي وصفه بعض المحللين بالمؤقت، تتوقع الأسواق حدوث تغييرات في الأسعار خلال الفترة القادمة.
مع اقتراب موسم الحج وارتفاع الطلب على العملات الأجنبية، يتوقع خبراء اقتصاديون مزيداً من الضغط على الجنيه السوداني، وأشارت التوقعات إلى أن استمرار هذه الضغوط قد يزيد من التحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة والمواطنين على حد سواء، وسط آمال بأن تتمكن السياسات المالية من تحقيق بعض الاستقرار في المستقبل القريب.