ارتفاع أسعار السلع الأساسية في معسكر كلمة يفاقم الأزمة الإنسانية وسط نداءات بالتدخل العاجل

3 Min Read

يعاني معسكر “كلمة” للنازحين الواقع شرقي مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور من أزمة اقتصادية حادة نتيجة الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع الأساسية، في ظل تدهور الوضع الإنساني ونقص مصادر الدخل لدى السكان، وفق ما أفادت مصادر محلية، وأكد الشيخ عمر أحمد آدم، أحد قادة المعسكر، أن أسعار المواد الأساسية، مثل السكر والزيت والشاي واللحوم والوقود، شهدت زيادات مستمرة في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي فاقم من معاناة النازحين في تلبية احتياجاتهم اليومية، وأضاف أن نقص الوقود أثر بشكل مباشر على تكلفة طحن الذرة، رغم استقرار سعرها النسبي، مما ضاعف من العبء المالي على الأسر.

وأشار عدد من سكان المعسكر إلى أن أسعار السلع الأساسية أصبحت تفوق قدرة الغالبية العظمى من الأسر. فقد تجاوز سعر جركانة الزيت 75 ألف جنيه، في حين بلغ سعر جوال السكر 175 ألف جنيه، وسعر كرتونة الصابون 54 ألف جنيه، وأفاد المواطن آدم محمد عيسى بأن عبوة الشاي الصغيرة وصل سعرها إلى ألف جنيه، بينما بلغ سعر كيلو السكر أكثر من ثلاثة آلاف جنيه، وسط تراجع حاد في القوة الشرائية وانعدام شبه تام للدخل.

وفي السياق ذاته، أوضح آدم عيسى عبد الشافع، رئيس غرفة الجزارين بالمعسكر، أن أسعار اللحوم شهدت قفزة كبيرة، حيث بلغ سعر كيلو اللحم البقري تسعة آلاف جنيه، وسعر كيلو اللحم الضأن أحد عشر ألف جنيه، وأرجع السبب إلى ارتفاع أسعار الماشية الواردة من أسواق نيالا وبليل، بالإضافة إلى اضطراب سلاسل الإمداد وغياب الأسواق المنتظمة، كما أشار رئيس الغرفة التجارية في المعسكر، عيسى أرباب حسن، إلى أن ارتفاع تكاليف النقل ساهم بدوره في تفاقم الأسعار، إذ وصلت تكلفة المواصلات من وإلى نيالا إلى نحو ستة آلاف جنيه، وسط غياب أي بدائل فعالة. وبيّن أن جوال الدقيق وصل إلى 40 ألف جنيه، بينما سجلت جركانة الزيت مستوى 57 ألف جنيه، في وقت أصبحت بعض السلع، مثل البصل، نادرة ومرتفعة الثمن.

في ظل هذه الظروف، حذر أرباب من تصاعد معدلات سوء التغذية في أوساط النازحين، خاصة بين الأطفال وكبار السن، داعياً وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدات الغذائية والطبية، وتخفيف الأعباء عن آلاف الأسر المتأثرة بالأزمة، ويُعد معسكر “كلمة” من أكبر معسكرات النزوح في إقليم دارفور، ويأوي أعداداً كبيرة من النازحين الفارين من مناطق النزاع، ويواجه تحديات متزايدة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد.

Share This Article