إبراهيم أحمد عمر يطلق مبادرة العودة المُرّة لإعادة حزب المؤتمر الوطني إلى الساحة السياسية.

3 Min Read

أطلق البروفيسور إبراهيم أحمد عمر، رئيس لجنة لمّ الشمل بحزب المؤتمر الوطني، مبادرة سياسية جديدة تهدف إلى إعادة الحزب إلى المشهد السياسي تحت عنوان العودة المُرّة داعياً إلى مصالحة شاملة تُمكّنه من استعادة دوره ومكانته وفي تصريحات صحفية، أوضح عمر أن المبادرة لا تقتصر على تسوية بين أفراد، بل تهدف إلى استكمال مؤسسات الحزب وتفعيل أجهزته القيادية، من مجلس الشورى إلى اللجان المتخصصة، مشدداً على أهمية تسليم القيادة للشباب اعترافاً بتضحياتهم ومساهماتهم.

وأشار إلى أن الخلافات الداخلية التي تعاني منها بعض الدوائر في الحزب، خاصة المتعلقة بتعديلات النظام الأساسي، لا يمكن حلها خارج الأطر المؤسسية، مؤكداً أن مجلس الشورى هو الجهة المخولة لمعالجة هذه القضايا في ظل غياب المؤتمر العام، محذراً من تجاوز اللوائح التنظيمية وجاءت هذه الخطوة في وقت تزايدت فيه الانتقادات حول ارتباط الجيش السوداني بحركات وكتائب مسلحة ذات توجهات إسلامية، وسط تصاعد الجدل إثر تسريب مقطع فيديو لقائد قوات درع السودان أبو عاقلة كيكل، تحدث فيه عن عرض من الجيش للانضمام إليه مقابل اعتبار الحركة الإسلامية تنظيم الإخوان حاضنته السياسية.

الفيديو، الذي تم تسجيله قبل انسحاب كيكل من تحالفه مع الدعم السريع وانضمامه لاحقاً إلى الجيش في أكتوبر 2024، أعاد إلى السطح تساؤلات بشأن طبيعة العلاقة بين الإسلاميين وبعض المكونات العسكرية، خاصة في ظل اعترافات سابقة لقياديين في الحركة الإسلامية مثل محمد علي الجزولي وأنس عمر، حول التنسيق مع قيادات الجيش قبل اندلاع الحرب، ومع ظهور عدد كبير من الكتائب المسلحة في مختلف أنحاء السودان. ففي ولاية النيل الأبيض، أعلنت مجموعة مسلحة جديدة تُدعى حركة شجعان بحر أبيض عن بدء عملياتها، مؤكدة تنسيقها مع قيادة الجيش المحلي وافتتاح مكاتب في خمس مدن.

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم برسي وصف هذه الظاهرة بأنها إدمان على الفوضى، محذراً من أن العقلية التي تعوّدت على إنتاج عدم الاستقرار عبر أدوات جديدة ستقود السودان إلى مزيد من الصراعات الأهلية وبينما ينفي الجيش مراراً أي ارتباط له بالكتائب المسلحة ذات التوجه الإسلامي، تظهر مشاهد من جبهات القتال تُبرز مشاركة واضحة لمقاتلي هذه الكتائب في العمليات، وقياداتها في مواقع حساسة مثل القصر الجمهوري. وهو ما وصفته الصحفية صباح الحسن بأنه تناقض بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني وتعيد هذه التطورات تسليط الضوء على التحديات السياسية والأمنية التي تواجه السودان، في وقت يسعى فيه حزب المؤتمر الوطني لإعادة ترتيب صفوفه، وسط تزايد الانتقادات لدور الأحزاب والحركات في تعقيد المشهد السياسي الراهن.

Share This Article