أكثر من 25 ألف تلميذ يستعدون للامتحانات التجريبية في نهر النيل وسط استعدادات كاملة لوزارة التربية

3 Min Read

أنهت وزارة التربية والتعليم بولاية نهر النيل كافة الترتيبات المتعلقة بانطلاق الامتحانات التجريبية للصف الثالث من المرحلة المتوسطة، والتي من المقرر أن تُجرى خلال الأيام المقبلة، بمشاركة واسعة بلغت أكثر من 25,441 تلميذاً وتلميذة موزعين على محليات الولاية السبع، وتأتي هذه الخطوة في إطار استعداد الوزارة لامتحانات الشهادة المتوسطة المقررة في السادس والعشرين من يوليو المقبل، حيث تمثل الامتحانات التجريبية محطة تقييم أساسية لرصد مدى جاهزية الطلاب ومؤسسات التعليم قبل خوض الامتحانات النهائية.

وفي تصريح صحفي، أكد الدكتور محمد عثمان محمد أحمد الشايقي، مدير إدارة المرحلة المتوسطة بالولاية، أن الامتحانات التجريبية لا تقتصر على قياس مستوى الطلاب، بل تُستخدم كمؤشر شامل لتقييم أداء المعلمين، وكفاءة المناهج، وقدرة الإدارات المدرسية على تهيئة البيئة التعليمية المثلى، وأشار الشايقي إلى أن الامتحانات تمثل فرصة لتحديد الثغرات في الأداء الدراسي، وتصحيح المسار خلال الفترة المتبقية قبل الامتحانات النهائية، داعياً إدارات المدارس والمعلمين إلى التعامل مع هذا الاستحقاق التربوي بالجدية الكاملة، لما له من انعكاسات مباشرة على نتائج الطلاب واستقرار العملية التعليمية.

وأفادت وزارة التربية بأن عمليات إعداد الأسئلة، توزيعها، وتأمين مراكز الامتحان قد تمت وفق خطة محكمة بالتنسيق مع إدارات التعليم في المحليات المختلفة، وتم اعتماد معايير واضحة لضمان التوزيع الجغرافي العادل للمراكز بما يراعي الكثافة السكانية وظروف البنية التحتية لكل منطقة، كما أكدت الوزارة توفير المراقبين والمعينات اللوجستية اللازمة لسير الامتحانات في أجواء هادئة ومنظمة، مع التأكيد على الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية في بعض المناطق ذات الحساسية الوبائية.

وفي رسالته لأولياء الأمور، دعا الشايقي إلى دعم الطلاب خلال هذه المرحلة المهمة من العام الدراسي، وتوفير بيئة منزلية مستقرة تساعدهم على المراجعة والاستعداد الذهني والنفسي، مشدداً على أن التعاون بين المدرسة والأسرة عنصر حاسم في نجاح العملية التعليمية، كما أثنى على دور المجتمع المحلي في دعم المدارس من خلال مبادرات اجتماعية ومساهمات مجتمعية لتحسين المرافق وتوفير المستلزمات، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العامة التي تمر بها البلاد.

ورغم ما يشهده السودان من اضطرابات في عدة ولايات بسبب النزاع القائم، تُعد ولاية نهر النيل من المناطق التي حافظت على استقرار نسبي في العام الدراسي، ما سمح للوزارة بمواصلة تنفيذ الخطط التربوية، بما في ذلك إجراء امتحانات منتصف العام، وتنظيم برامج دعم تعليمي داخل المدارس، وتهدف وزارة التربية إلى أن تُشكل هذه التجربة نموذجاً يُحتذى به في ولايات أخرى، خاصة في ما يتعلق بتأهيل التلاميذ وتنفيذ الاستحقاقات الدراسية في مواعيدها، ما يعزز من مصداقية الشهادة السودانية ويعيد الثقة في المؤسسات التعليمية.

تمثل الامتحانات التجريبية المقررة هذا العام علامة فارقة في جهود وزارة التربية بنهر النيل لإعادة ضبط النظام التربوي في مرحلة متوسطة تعد جديدة نسبياً على البنية التعليمية بالسودان، بعد عودتها رسمياً في السنوات الأخيرة، وتأمل الوزارة أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز مستوى التحصيل الأكاديمي، وتحقيق التوازن بين متطلبات التعليم الحديث والواقع الاجتماعي في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

Share This Article