قالت منظمة أطباء بلا حدود إن ملايين السودانيين لا يزالون محرومين من الغذاء والرعاية الطبية الأساسية للعام الثاني على التوالي، نتيجة استمرار النزاع المسلح في البلاد، وتدهور الوضع الإنساني على نحو غير مسبوق، وأوضحت المنظمة في بيان صحفي، أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين أدت إلى انهيار الخدمات الصحية في مناطق واسعة من السودان، كما تسببت في صعوبات هائلة في إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية، لا سيما الإمدادات الطبية والغذائية، إلى المجتمعات الأكثر تضرراً.
وأضاف البيان أن فرق أطباء بلا حدود تشهد بشكل يومي تداعيات الصراع على السكان، مشيرة إلى أن العديد من المرافق الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، بينما تكافح الكوادر القليلة المتبقية لتقديم الحد الأدنى من الرعاية في ظل أوضاع أمنية معقدة ونقص في الموارد، وجددت المنظمة دعوتها إلى جميع الأطراف المتحاربة، وكذلك حلفائهم، بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، والعاملين في المجال الإنساني والطبي، الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم الخدمات المنقذة للحياة.
كما شددت أطباء بلا حدود على أهمية رفع جميع القيود المفروضة على حركة الإمدادات والمساعدات الإنسانية، والسماح بوصول الفرق الطبية إلى المناطق المتأثرة، مؤكدة أن تعطيل هذه الجهود يزيد من معاناة السكان ويهدد حياتهم، وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتصاعد فيه نداءات المنظمات الإنسانية والحقوقية بشأن تدهور الأوضاع في السودان، وسط تقارير تشير إلى اتساع رقعة الجوع، وتفاقم أزمات النزوح الداخلي، والحرمان من أبسط مقومات الحياة.