أعلنت منظمة أطباء بلا حدود عن استئناف أنشطتها الطبية في مستشفى بشائر جنوب العاصمة الخرطوم، وذلك بعد توقف دام خمسة أشهر، نتيجة الأوضاع الأمنية التي شهدتها المنطقة، وأفادت المنظمة، أنها عادت للعمل بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية، للتركيز على مكافحة تفشي وباء الكوليرا المتسارع في جنوب الخرطوم، والذي يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات.
وأوضح سليمان عمار، منسق الشؤون الطبية مع أطباء بلا حدود، أن الفرق الطبية باشرت تجهيز وحدة متخصصة لعلاج الكوليرا بسعة 20 سريراً داخل المستشفى، كما جرى تدريب أكثر من 60 من الكوادر الصحية، مع توفير الإمدادات الطبية اللازمة، وكانت المنظمة قد علّقت نشاطها في المستشفى يوم 10 يناير 2025، احتجاجاً على تكرار الاعتداءات على الكوادر الطبية والمرضى، عندما كانت المنطقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، قبل أن تستعيدها القوات المسلحة السودانية في مارس الماضي.
وأشار البيان إلى أن الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 تسببت في تدهور واسع في قدرة المواطنين على الوصول إلى الرعاية الصحية، خاصة في جنوب الخرطوم، حيث لا تزال المرافق الصحية إما متضررة أو مغلقة، وقالت كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في السودان، إن الأوضاع لا تزال “هشة”، مؤكدة أن تفشي الكوليرا يمثل جزءاً من التحديات الصحية الكبيرة التي يعاني منها السكان، بمن فيهم من عادوا إلى المدينة أو ما زالوا يقيمون فيها.
وأضافت: “لا بد من تكثيف المساعدات الإنسانية وضمان الوصول الآمن لها، بما يشمل دعم الكوادر الطبية وحماية المرافق الصحية، لتقديم الخدمات المنقذة للحياة لجميع المحتاجين في الخرطوم وسائر أنحاء السودان”، وتواصل المنظمة دعمها للقطاع الصحي في مناطق متفرقة من العاصمة، من خلال تشغيل عيادات متنقلة في وسط وجنوب الخرطوم، إضافة إلى تقديم الدعم الفني واللوجستي لمستشفيي النو والبلك في مدينة أم درمان.