أطباء بلا حدود تحذر من تدهور الأوضاع لنازحي مخيم زمزم

3 Min Read

حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف من المدنيين السودانيين الذين فروا من مخيم زمزم قرب مدينة الفاشر، عقب اقتحامه من قبل مسلحين، وسط تقارير عن انتهاكات جسيمة، بما في ذلك العنف الجنسي، وحرمان النازحين من الخدمات الأساسية، وقالت ماريون رامشتاين، منسقة مشروع المنظمة في دارفور، إن فرقهم الطبية في بلدة طويلة التي تبعد 60 كيلومتراً عن الفاشر تستقبل يومياً أطفالاً يعانون من الجفاف الحاد، وجرحى أصيبوا بطلقات نارية أو شظايا، وأوضحت أن النساء والفتيات يشكلن نحو 40% من المصابين الذين تم علاجهم حتى الآن.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 400 ألف شخص فروا من مخيم زمزم بعد سيطرة المقاتلين عليه، وذكرت المنظمة أن نحو نصف هؤلاء النازحين اتجهوا إلى بلدة طويلة، التي أصبحت غير قادرة على استيعاب أعداد الوافدين، في ظل غياب شبه كامل لمياه الشرب، والغذاء، والصرف الصحي، وفي شهادة أدلى بها تيبو هندلر من أطباء بلا حدود لوكالة فرانس برس، قال: “تشهد المنطقة ازدحاماً شديداً، والمرافق غير مهيأة إطلاقاً، بينما تصل شاحنات جديدة يومياً تقل نازحين مرهقين ومحرومين من أي وسائل للبقاء.”

نازحون تحدثوا للمنظمات الحقوقية عن الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال فرارهم من زمزم، مؤكدين أن بعض المقاتلين انتزعوا منهم ممتلكاتهم القليلة وحتى دوابهم، فيما ذكرت نساء وفتيات تعرضهن لاعتداءات جنسية على يد مقاتلي قوات الدعم السريع أثناء محاولتهن الفرار، وقالت رامشتاين يتحدث الناس عن جرحى تُركوا في المخيم لعدم تمكنهم من الهروب، بينما كانت المنازل تُقتحم ويُطلق الرصاص على من بداخلها، قبل إحراقها، وأفادت منظمات إنسانية أن ما يقرب من مليون شخص كانوا يتخذون من مخيم زمزم ملاذاً عندما بدأ الهجوم، الأمر الذي يجعل من هذه الكارثة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها إقليم دارفور.

اندلع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص داخلياً وخارجياً، وفق تقديرات الأمم المتحدة، وتأتي هذه التطورات في وقت تكثف فيه قوات الدعم السريع هجماتها للسيطرة على مدينة الفاشر، آخر المعاقل الكبرى للجيش في دارفور، وفي ظل تفاقم الأوضاع، دعت منظمة أطباء بلا حدود والمنظمات الشريكة إلى تدخل إنساني عاجل لتوفير الحماية والمساعدات الحيوية للنازحين في منطقة طويلة والمناطق المجاورة، مشددة على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تتيح الوصول إلى المتضررين وتقديم الدعم الطبي والغذائي لهم دون عوائق.

Share This Article