آفة الزرزور تهدد الأمن الغذائي في شرق دارفور وسط غياب المكافحة

2 Min Read

أطلقت السلطات المحلية في ولاية شرق دارفور نداءً عاجلاً للمنظمات الإنسانية وشركاء الزراعة من أجل التدخل الفوري لمكافحة آفة طيور الزرزور، التي بدأت تهاجم المزارع في مناطق واسعة من الولاية.
وأكدت السلطات أن انتشار هذه الآفة يشكل خطرًا متزايدًا على الأمن الغذائي، في ظل عجز وزارة الزراعة الولائية عن احتواء الأزمة بسبب نقص التمويل وضعف الإمكانيات الفنية واللوجستية.

قال مسؤول في وزارة الزراعة إن برامج المكافحة القومية توقفت منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى غياب الطائرات المخصصة للمكافحة الجوية، وهي الوسيلة الأكثر فاعلية لمواجهة أسراب الزرزور.
وأضاف أن الولاية اليوم “تواجه الكارثة بأدوات محدودة جدًا”، ما جعل المزارعين عرضة لخسائر كبيرة في المحاصيل الأساسية كالذرة والدخن.

في ظل غياب الدعم الرسمي، أطلق المزارعون حملات شعبية لمكافحة الطيور بوسائل تقليدية مثل الطبول والدخان، في محاولة لإنقاذ الموسم الزراعي.
ورغم محدودية النتائج، تعكس هذه الجهود إصرار المجتمع المحلي على حماية محصوله من الدمار، في وقت تعجز فيه المؤسسات الحكومية عن التدخل.

أكد مزارعون من محليات بحر العرب، عسلاية، الفردوس، شعيرية، وياسين أن الزرزور ينتشر بكثافة غير مسبوقة، خاصة في مناطق الفيض والسرج جنوب الفردوس.
وقال أحد المزارعين إن “الطيور ظهرت مبكرًا هذا العام وتم إبلاغ الجهات المختصة قبل أسابيع، لكن الاستجابة كانت ضعيفة للغاية”، محذرًا من أن غياب التحرك السريع قد يؤدي إلى تلف شامل للمحاصيل خلال الأسابيع المقبلة.

تُعد طيور الزرزور من أخطر الآفات الزراعية في دارفور، حيث تهاجم حقول الذرة والدخن في مراحل التبييض والحصاد، مدمّرة المحاصيل التي يعتمد عليها السكان كغذاء رئيسي.
ويحذر الخبراء من أن استمرار الوضع دون تدخل عاجل سيؤدي إلى أزمة غذائية حادة في شرق دارفور، خاصة مع تدهور البنية الزراعية وغياب برامج الوقاية المركزية.

دعت السلطات والمنظمات الزراعية إلى تحرك دولي ومحلي عاجل لدعم جهود المكافحة وتوفير الطائرات والمبيدات الحديثة، محذّرة من أن “الموسم الزراعي في شرق دارفور على وشك الانهيار”، وأن تأخر التدخل قد يعني فقدان جزء كبير من الإنتاج الغذائي في الإقليم.

Share This Article